هل تنجح المفاوضات الحوثية اليمنية السعودية في عودة الامل الي ربوع اليمن ؟
- الدكتورالدسوقي : السعودية تبذل جهودا كبيرة من اجل اعادة السلام الي اليمن
اليمن السعيد اليمن الامن المستقر اليمن المزدهر بثرواته الطبيعية والبشرية والذي كان وجهة رحلة الشتاء من مكة المكرمة وسائر انحاء الجزيرة العربية منذ الاف السنين اليمن ارض الحضارات والتي اثرت كثيرا في فجر الضمير الانساني منذ بدايات الحضارة الانسانية اليمن اليوم يرزخ تحت وابلا كبيرا من الصراعات والازمات والانقسامات بين الحوثيين من جانب والحكومة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي من جانب اخر وخلال عقدا تقريبا من الزمان ذاق اليمنيون مرارة وقسوة الاقتتال والحروب الاهلية بين ابناء الوطن الواحد واليوم لاحت في الافق بارقة امل تتمثل في احتضات العربية السعودية لمفاوضات الصلح بين الاطراف اليمنية .
يقول الاستاذ الدكتور ابو بكر الدسوقي مستشار مجلة السياسة الدولية بالأهرام هذه المفاوضات التي تتم بين الحوثيين والسعودية تتأثر بظروف دولية واقليمية تساعد وتدفع في اتجاه المصالحة خاصة ان هناك اجواء من التصالح بدأت تشهدها منطقة الشرق الاوسط ولاسيما بين السعودية وايران وكلتا الدولتين كانتا تتنفسان في اليمن فالسعودية تدعم الحكومة الشرعية وتقود تحالفا عربيا ضد الحوثيين الذين انقلبوا علي السلطة الشرعية وايران تدعم الحوثيين الذين يتوافقون معها سياسيا ومذهبيا وذلك نكاية في السعودية في اطار الصراع السني الشيعي من سوريا ولبنان شملا الي اليمن جنوبا .
واضاف الدسوقي ان هناك مجموعة ظروف خاصة بالطرفين اثرت علي الصراع والتنافس بينهما والمؤشر الاول هم ان الصراع وصل بالطرفين الي مرحلة الانهاك من حيث التكلفة المادية والعسكرية والانسانية الي جانب ذلك عدم قدرة الطرفين حسم الصراع حيث سيطر الحوثيين علي الشمال في حين سيطرت قوات الشرعية اليمنية علي الجنوب بالاضافة الي ان كل جهود التسوية قبل ذلك كانت متعثرة ولم تستطيع الوصول الي حلول ولم تخترق حاجز الوصول الي السلام بسبب غياب الارادة السياسية وعدم توافق المصالح الخاصة بهما .
وكشف الدسوقي النقاب عن ان الان بداء ظهور نوع من التوافق بينهما وتوحد الارادات والشروع في بناء قاعدة من التلاقي او التوافق في المصالح يمكن ان تؤدي الي مصالحة شاملة بين الطرفين المتقاتلين خاصة وان هذه الجولة التي عقدت منذ ايام تعد استكمالا للجولة السابقة التي عقدت في ابريل 2023 الماضي من خلال وساطة سلطنة عمان وهي تهدف في الاساس الي التعامل بجدية مع القضايا الاكثر الحاحا مثل قضايا رفع الحصار ودفع رواتب الموظفين والتوصل الي اتفاق سلام واستقرار في اليمن وانهاء حالة الفوضي واللاشرعية والدفع بسرعة الي تشكيل حكومة وحدة وطنية والقضاء علي المليشيات والجماعات المسلحة التي ترهق المواطن اليمني .
وابدي الدسوقي تخوفه من ان الجماعات المسلحة في اليمن من الممكن جدا وهي تحيا علي الفوضي ان تضع القنابل الموقوتة والعراقيل في سبيل او طريق المصالحة الجاري تعبيده الان في اليمن خاصة وان كل الاطراف اليوم تعمل علي تثبيت الهدنة والعمل علي وقف دائم لأطلاق النار واطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن تحوي كافة المكونات اليمنية واصبح السلام مطلب اساسي للطرفين خاصة وان الارضية المشتركة بين الطرفين صارت مكسبا يمنيا جديد ليهما والهدف تحويل الهدنة الي سلام دائم خاصة وان وقف اطلاق النار والهدنة تعتبر ارضية مناسبة لعودة السلام الي ربوع اليمن ومن ثم توفير كل الاحتياجات الانسانية لأبناء الشعب اليمني الشقيق من المياة الصالحة للشرب والغذاء والدواء ومصادر الطاقة وفي مرحلة لا حقة من الممكن ان تشكل حكومة وحدة وطنية شاملة الجمع سيكون الحوثيين جزءا منها خاصة وان الحل السياسي الشامل من الممكن ان يصطدم ببعض التعقيدات علي الارض خاصة الجماعات المتطرفة ووجود تنظيم القاعدة مثلا فنتوقع ان يكون الحل مرحليا .