النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 05:07 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في متابعة مستمرة للنهار في ملف العلاقات المصرية الايرانية

هل تساهم لقاءات نيويورك في تحرك جمود العلاقات المصرية الايرانية ؟

صورة من لقاء وزيرا خارجية مصر وايران في الامم المتحدة
صورة من لقاء وزيرا خارجية مصر وايران في الامم المتحدة

- وهل تعقد القمة المصرية الايرانية في منتدي شنغهاي للامن نوفمبر القادم ؟

في الشهر الماضي توقعنا علي صفحات جريدتنا الغراء النهار ان تعقد القمة المصرية التركية علي هامش انعقاد قمة العشرين في نيودلهي مطلع سبتمبر الجاري وبالفعل تحققت واليوم وفي اعقاب اللقاءات المتكررة بداية من الخبراء والدبلوماسيين من البلدين مصر وايران وصولا الي لقاء سامح شكري وزير الخارجية مع نظيره الايراني حسين عبد اللهيان في منبر الامم المتحدة بنيويورك وسبقها بقليل تصريحات للرئيس الايراني إبراهيم رئيسي والذي اكد فيها عدم وجود أي عائق أمام إقامة علاقات مع مصر وإبلاغ القاهرة بهذا الأمر فيما علق على لقاء جمع وزيري خارجية مصر وإيران في نيويورك بأن اللقاء قد يمهد الطريق لاستعادة العلاقات.

وقال الرئيس الإيراني إن اللقاء قد يمهد الطريق لاستعادة العلاقات بين البلدين ولا نرى أي عائق أمام إقامة علاقات مع مصر والتي تحدث انه من الممكن ان نلتقي مع الرئيس السيسي في اعمال منظمة شنغهاي للامن والتعاون في كازخستان في نوفمبر المقبل .

يقول الدكتور ابراهيم محسن الخبير في العلاقات الدولية نستطيع في رصد سريع لحالة العلاقات المصرية الإيرانية ان نتوقف علي محطاتها الاهم والابرز والمؤثرة كذلك بشكل كبير خلال العقود الماضية في البداية كانت العلاقات بين مصر وحكومة الشاه رضا بهلوي خاصة بعد زواج شقيقة الملك فاروق من ولي العهد آنذاك الأمير محمد رضا بهلوي في عام 1939لكن بعد الثورة الإيرانية تغيرت شكل العلاقة بين البلدين بشكل كبير وأعربت مصر صراحة عن رفض موضوع تصدير الثورة الاسلامية من طهران والتدخل الايراني في الشؤون الداخلية للدول العربية المجاورة لها

واضاف محسن ان الرئيس الراحل السادات كان قد رفض تماما فكرة تصدير الثورة الإيرانية بشدة الي الدول العربية والتدخل الايراني في شؤنها وقررت القاهرة استقبال الشاه الإيراني المخلوع محمد رضا بهلوي وعائلته وتقديم الدعم والحماية له حتى وفاته عام 1980 حيث تم دفنه في القاهرة في جنازةعسكرية كبيرة شارك فيها السادات وعدد من زعماء العالم.

وبعد هذا الموقف في عام 1980 تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران وازداد الوضع تدهورا بعد دعم مصر للعراق ضد إيران في حربهما خلال الثمانينيات من القرن الماضي وردت إيران في اعقاب اغتيال السادات أطلقت طهران تسمية أحد شوارعها الرئيسية تكريما لخالد الإسلامبولي الإرهابي الذي كان متورطا في عملية الاغتيال

وخلال سنوات حكم الرئيس مبارك كانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مقطوعة بشكل شبه كامل واقتصرت على مكاتب قسم رعاية المصالح المتواجدة في عاصمتي البلدين لكن بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر بعد احتجاجات عام 2011 وتولي مرسي رئاسة مصر حدث تقارب تاريخي تغيرت على إثره طبيعة العلاقات بين البلدين وفي خطوة تاريخية زار مرسي إيران ليكون أول رئيس مصري يقدم على هذا القرار منذ الثمانينيات وردت إيران الزيارة بالمثل واستقبلت القاهرة في أغسطس عام 2012 الرئيس الإيراني نجاد.

و يضيف الدكتور محسن انه في اعقاب ثورة 30 يونيه عادت العلاقات إلى وتيرتها الباردة مرة أخرى خاصة بعد مهاجمة ايران للثورة المصرية في 2013 وهو ما ادانته القاهرة واعتبرته تدخلا في شؤونها الداخلية وفي أعقاب المصالحة السعودية-الإيرانية التي شهدها العام الحالي بدأت تظهر محاولات التقارب بين مصر وإيران خاصة أنه في ظل تدهور الاقتصاد الإيراني تحاول طهران جذب المزيد من الشركاء التجاريين لكن القاهرة حتى الآن متحفظة بشأن التقارب على الرغم من أن الدبلوماسيين العرب يؤكدون سراً على تواجد اهتمام بذلك ومن الممكن ان يلتقي زعيما الدولتين قريبا في كازخستان .