علي هامش مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة
رئيس السيادة السوداني يطالب الامم المتحدة بتصنيف الدعم السريع منظمة ارهابية
في خطابه امام اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة طالب الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان اعتبار جماعات الدعم وميليشيات الدعم السريع منظمة ارهابية وراعية للارهاب من قبل الامم المتحدة وقال البرهان اننا منذ الخامس عشر من أبريل المنصرم يواجه الشعب السوداني حرباً مدمرة شنتها عليه قوات الدعم السريع المتمردة، وتحالفت معها مليشيات قبلية وأخرى إقليمية ودولية وإستجلبت مرتزقة من مختلف بقاع العالم لتمارس أبشع الجرائم في حق السودانيين , مارست هذه المجموعات القتل والنهب والسرقة والإغتصاب والإستيلاء على منازل المواطنين وممتلكاتهم ودمرت الأعيان المدنية من مرافق للخدمات ومستشفيات ومقار الدولة ودواوين الحكومة وحاولت طمس تاريخ وهوية الشعب السوداني وذلك بالإعتداء على المتاحف والآثار وسجلات الأراضي والسجل المدني وسجلات المحاكم والمطارات , كذلك نهبت المصارف والبنوك والشركات العامة والخاصة وأطلقت سراح المساجين والمعتقلين الذين من ضمنهم مطلوبين للعدالة الدولية وإرهابيين.هذه المجموعات المتمردة مارست جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في معظم بقاع السودان، فمارست التطهير العرقي وتهجير السكان من مناطقهم والعنف الجنسي والقتل على أساس العرق والتعذيب وكل ما يرقى إلي أن يوصف بأنه جرائم حرب في دارفور والخرطوم .وما حدث بغرب دارفور في الجنينة كانت بمثابة صدمة للضمير العالمي كذلك في طويلة و مورني و منواشي وحتى في الخرطوم يمثل خير شاهد على ممارسات هذه القوات والمجموعات، التي نطالبكم السيد الرئيس والمجتمع الدولي إعتبارها مجموعات إرهابية يقف الجميع في وجهها ويحاربها لحماية الشعب السوداني والإقليم بل والعالم . حيث تسببت في مقتل الآلاف ونزوح وتشريد الملايين من الشعب الســوداني.
واضاف البرهان رغم أن هذه القوات قد فعلت ما ذكرت إلا أننا منذ بداية هجومها على الدولة، طرقنا كل السبل من أجل إيقاف هذه الحرب فكانت الإستجابة لكل مبادرة قدمت من الأشقاء والأصدقاء فجلسنا في جدة بمبادرة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وحققنا تقدماً جيداً لولا تعنت المتمردين ورفضهم الخروج من الاحياء السكنية وقبلنا مبادرة منظمة الإيقاد ومبادرة دول الجوار التي انعقدت في مصر ومازلنا حتى اليوم نمد أيادينا من أجل السلام ومن أجل إيقاف هذه الحرب ورفع المعاناة عن شعبنا , كذلك قبلنا مبادرة من الأشقاء في تركيا وجنوب السودان ويوغندا لإيجاد حلول، لكن كلها اصطدمت برفض المتمردين للحلول السلمية وإصرارهم على تدمير الدولة وإبادة وتهجير شعبها.
ونبه البرهان الي ان هذه الحرب يصنفها البعض بأنها حرب داخلية بين طرفين مسلحين لكن الاعتداء لم يتوقف عند القوات المسلحة بل شمل كل مكونات الدولة لكني أؤكد لكم أن خطرها أصبح يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي , حيث إستعان المتمردون بمجموعات خارجة عن القانون ومجموعات إرهابية من عدة دول في الإقليم والعالم مما يعتبر شرارة لانتقال الحرب إلي دول أخرى في المنطقة حول السودان لأن التدخلات الإقليمية والدولية لمساندة هذه المجموعات أصبحت ظاهرة وواضحة مما يعني بأن هذه أول الشرارة التي ستحرق الإقليم والمنطقة وتؤثر مباشرةً على الأمن الإقليمي والدولي.
وتوجه البرهان بالشكر للجهود المقدرة التي بذلتها الأمم المتحدة برعاية الأمين العام لدعم الوضع الإنساني في السودان , كذلك نقدر جهود وكالات الأمم المتحدة المختلفة والوكالات الدولية والإقليمية الأخرى وجهود الدول الشقيقة والصديقة التي بادرت جميعها في تقديم المساعدات الإنسانية والوقوف بجانب الشعب السودان لتخفيف آثار هذه الحرب الإجرامية , ومن جانب حكومة السودان قد تم فتح المطارات والموانئ وتسهيل حركة وعبور وتقديم المساعدات للقوافل وتذليل الصعاب التي تواجه العمل الإنساني , حيث تم تنسيق الجهود بحيث تصل المساعدات لكل المحتاجين والمتضررين وهنا نناشد الوكالات والدول للإيفاء بتعهداتها لسد الفجوة الكبيرة في الغذاء والدواء والإيواء لقطاعات واسعة من الشعب السوداني تضررت جراء الحرب التي يشنها متمردو الدعم السريع بقيادة أســرة دقلو وإننا مازلنا عند تعهداتنا السابقة بنقل السلطة إلي الشعب السوداني بتوافق عريض وتراض وطني تخرج بموجبه القوات المسلحة نهائياً من العمل السياسي ويكون تداول السلطة بالطرق الشرعية والسلمية المتمثلة في الانتخابات ,حيث أننا نرى أن تكون هنالك مرحلة إنتقالية قصيرة تدار فيها الدولة بحكومة مدنية من المستقلين يتم خلالها معالجة الأوضاع الراهنة الأمنية والإقتصادية وإعادة الأعمار تعقبها إنتخابات عامة يختار من خلالها السودانيون من يحكمهم , كما نؤكد التزام الدولة بمواصلة الحوار مع الممانعين عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور للإنضمام إلي مسيرة البناء الوطني , حيث أننا في ظل إلتزامنا التام باتفاقية السلام الموقعة في جوبا في العام 2020م قد قطعنا شوطاً مقدراً في إحلال السلام ومعالجة جزء كبير من معضلات بناء الدولة السودانية و أؤكد إلتزام السودان بدعم المرأة والطفل والقطاعات الهشة لضمان تمتعهم بكافة حقوقهم وحمايتهم في ظل النزاعات القائمة حالياً مع تجديد إلتزام حكومة السودان بالعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي هذا الصدد فإن وقف وتجميد المساعدات الدولية في الفترة الماضية قد أُثر سلباً في تنفيذ تلك الأهداف وأثر بصورة مباشرة في توسيع فجوة الحماية الإجتماعية ومجابهة التغيرات المناخية ومواجهة أزمة الغذاء وفاقم من أوضاع النازحين واللاجئين وهنا نناشد المانحين ووكالات الإغاثة المختلفة بالإستمرار في دعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية في السودان وتقديم المساعدة للمحتاجين من النازحين واللاجئين.
وجدد البرهان التأكيد بالمطالبة بتصنيف مجموعات الدعم السريع المتمردة والمليشيات المتحالفة كمجموعات إرهابية إرتكبت كل الجرائم التي تضعها في هذا التصنيف وضرورة التعامل الحاسم مع من يدعمها فالقتل والحرق والإغتصاب والتهجير القسرى والنهب والسرقة والتعذيب ونقل الأسلحة والمخدرات وإستجلاب المرتزقة وتجنيد الأطفال جرائم تستوجب المحاسبة والعقاب كما أؤكد أن مؤسسات الدولة الشرعية القائمة من حكومة وقــــوات مسلحة وأجهــزة أخرى لن تسمح بإنتهاك ســـيادة الدولــة أو النيل من كرامة شعبها مهما كانت الكلفة ، هنا لابد ان اذكر منظماتنا الاقليمية ان تتحرر من الوصاية وتنظر الي مصلحة الشعوب الافريقية حتى تستعيد ثقة الافارقة فلحلول مشاكلنا لن نستجدي احداً ليشاركنا في حلها حسب مصالحه او مصالح بلده. السيد الرئيس الحضــور الكريم.
وكذلك لتفهمهم لأوضاعنا الداخلية والوقوف بجانب الشعب السوداني ودعمه المستمر , كما أشكر دول جوار السودان وأشقاءه وأصدقاءه الذين وقفوا إلى جانبه , كذلك منظماتنا الإقليمية فشعب السودان يتقدم لكم جميعاً بالشكر على مساندته لتجاوز هذه المحنة والهجمة البربرية التي تعرض لها من مجرمي الدعم السريع الإرهابيين كما أنتهز هذهـ السانحة لنعرب عن تضامننا مع أشقائنا في المغرب وليبيا لما أصابهم من كوارث مؤخراً ولابد لي من أن اشكر جموع الشعب السوداني التي وقفت وساندت وتحملت طيلة الأشهر الماضية كل تلك التضحيات لتخليصها من غدر المجموعات الإرهابية والمتمردة.