هل تمهد مشاركة ”ياسر عباس” باجتماعات الرياض الطريق لتوريث السلطة الفلسطينية ؟!
جدل كبير وتساؤلات مثيرة فجرتها مشاركة ياسر عباس، نجل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس باجتماعات رسمية في العاصمة الرياض الأسبوع الماضي مع المسؤولين السعوديين والأمريكيين لمناقشة اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وكشفت صحيفة "تايمز أوف اسرائيل" بأن ياسر عباس شارك "بدون صفة" في اجتماعات الوفد ممثلا عن الجانب الفلسطيني مع كبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الخارجية فيصل بن فرحان، إلى جانب اجتماع مع وفد أمريكي برئاسة بريت ماكغورك ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف.
وهو ما اثار غضبا وجدلا كبيرا في الاوساط الفلسطينية والعربية حيث عبر ناشطون ومراقبون على صفحات التواصل الاجتماعي عن استغرابهم متسائلين هل مشاركة نجل الرئيس عباس تعني التحضير لان يخلف ياسر عباس والده في السلطة ؟!
وعلق اخرون مستنكرين مشاركة ياسر عباس في اجتماعات التطبيع في الرياض، كما تساءلوا عن دور عباس الابن في الحياة السياسية الفلسطينية، ومدى علاقة ذلك بصحة والده رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن الذي يبلغ من العمر 87 عام فهل تمهد هذه المشاركة لتوريث السلطة وفرش البساط الأحمر لياسر عباس ليخلف والده ؟!
واعتبر الباحث في معهد واشنطن غيث العمري إدراج ياسر عباس في الوفد بأنه “مفاجئ” نظرا لأن ابن الرئيس “ليس له منصب رسمي وليس جزءا من الحياة السياسية الفلسطينية”
والمعروف ان ياسر عباس، البالغ من العمر 62 عاما، يدير اعمال خارج الضفة الغربية، ويحمل صفة “رجل اعمال”، ويقيم معظم أيام العام خارج الضفة الغربية.
و في عام 2009، كشفت وكالة رويترز، أن شركة فالكون للمقاولات الكهربائية الميكانيكية التابعة لياسر عباس قد وقعت عقدا بقيمة 1.89 مليون دولار مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لبناء منشأة لمعالجة مياه الصرف الصحي لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وتم توقيع العقد بعد خمسة أشهر من تولي محمود عباس منصب الرئيس، على الرغم من أن محامي ياسر عباس قال أن العطاءات على العقد قد بدأت قبل أن يشغل والده منصبه.
وقد امتنعت رام الله والرياض وواشنطن عن إصدار اي قراءات رسمية، او صور بعد الاجتماعات التي جرت بالسعودية ، مما منح ذلك ياسر نجل الرئيس الفلسطيني عباس المشاركة بعيدا عن الاضواء او تداول اخبار عبر وسائل اعلام عربية .
وكشفت "تايمز اوف اسرائيل" ان الوفد ضم كل من وزير شؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية ماجد فرج، ومستشار الشؤون الدبلوماسية لرئيس السلطة الفلسطينية مجدي الخالدي، رغم عدم تواجده الرسمي الحالي في الحكومة، الى جانب ياسر نجل الرئيس عباس.
يشار الى انها ليست المرة الاولى التي يشارك فيها ياسر عباس مع والده في اجتماعات رسمية فقد شارك من قبل في عدد من الاجتماعات الرسمية التي اجراها الرئيس خلال القمة العربية في دورتها الثلاثين بتونس عام 2019 وهو ما يثير التساؤلات حول توريث السلطة الفلسطينية …فهل سيكون ياسر عرفات الوريث المنتظر للسلطة الفلسطينية ؟!