النهار
السبت 23 نوفمبر 2024 12:43 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
«شرشر» يعزي المهندس عبدالعزيز يماني في وفاة المرحومة الفاضلة والدته التشكيل المتوقع للزمالك أمام المصري الليلة موعد مباراة الزمالك والمصري بالدوري الممتاز.. القنوات الناقلة تنويه خاص لفيلم ”سن الغزال” لسيف حماش في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي «أنت مبتدربش ناشئين».. تعليق مثير من وائل القباني على قرار كولر ضد لاعبي الأهلي ماندو العدل يرثي محمد رحيم بكلمات مؤثرة: مات من عدم التقدير وائل القباني: نتاج إمام عاشور في مباراة الاتحاد «باصتين وشوطة».. وهذا هو الحل ماهر مقلد يكتب: صبرًا شعب لبنان دفاع المطرب عمرو دياب: هدف الشاب المصفوع من الواقعة هو التريند رئيس جامعة القاهرة يفتتح عددا من مشروعات التطوير بمستشفى الفرنساوي لتحسين مستوى الخدمات الطبية والعلاجية وفق الأكواد العالمية إحالة ستة متهمين من موظفي المجلس الأعلى للآثار للمحاكمة التأديبية «موتت بنتها».. إستكمال محاكمة مضيفة الطيران المتهمة بقتل طفلتها فى التجمع

المحافظات

”خفاجى”: استغلال الخطاب الديني للفضاء الإلكتروني فى السياسة يضلل العقل العام للأمة

أكد الفقيه القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، أن استغلال الخطاب الديني للفضاء الإلكتروني فى السياسة، يضلل العقل العام للأمة، وأن ترشيد الفضاء الإلكترونى، يحقق الأمن الفكري ويحمى مصالح الوطن، مشيرا الى أن الوعى القومى مطلوب للشباب، ولابد من تحديد أسباب التطرف الديني للفضاء الإلكترونى، ولماذا تفضل الجماعات الإرهابية استخدام الفضاء الإلكترونى للشباب.

وقال الدكتور محمد خفاجى، فى دراسته "الفضاء الإلكترونى ومواجهة التطرف لتصحيح مسار الخطاب الدينى من منظور قضائى"، التى شارك بها فى المؤتمر الدولى الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، بعنوان "الفضاء الإلكترونى والوسائل العصرية للخطاب الدينى" تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبرئاسة الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، وشارك فيه وزراء الأوقاف فى العديد من البلدان الإسلامية على مستوى العالم، ونخبة من العلماء والمفكرين، إن الجماعات الإرهابية تحشد كل طاقاتها في الفضاء الإلكتروني، للتأثير على الشباب واستغلالهم للأوضاع الاقتصادية السيئة وارتفاع الأسعار وتصدير الأزمات وإلباسها الثوب الدينى المتشدد، وأن استغلال الخطاب الديني فى الفضاء الإلكتروني من أجل السياسة خروج عن الاستخدام الطبيعى له، ويضلل العقل العام للأمة، لذا فإن المؤسسات الدينية المصرية وعلى قمتها وزارة الأوقاف تقوم بإحياء الخطاب الديني الرشيد فى الفضاء الإلكترونى، وتوظيف وسائل التكنولوجيا لمواجهة الأفكار المتطرفة خاصة التواصل مع الشباب بنقل رسالتهم من المساجد إلى الفضاء الإلكتروني حيث يتواجد الشباب.

وأشار إلى أنه على سبيل المثال فإن تنظيم الدولة الإسلامية داعش يملك من الوسائل والأدوات على الإنترنت التى يبث خلالها سمومه تجاه الشباب أصحاب المشاكل فيقدم نفسه على أنه البديل لحلها، ومن الضرورى الوقوف على كافة الأفكار المتطرفة والخاطئة التي تروّج لها الجماعات الإرهابية بين الشباب، كالخلافة الإسلامية، اعتمادا على أدلة منتزعة من سياقها الطبيعى، فضلاً عما تدعو إليه الجماعات الجهادية الأخرى من استغلال الظروف الاقتصادية لإحداث فوضى وعنف بحجة الظلم ضد المسلمين، مما يترتب عليه من اَثار سيئة تؤدى إلى الإحباط الاجتماعي والتضليل، لذا فالمجتمع بحاجة ماسة إلى منح الشباب الأمل والوعى القومى فى كافة الأمور وعلى قمتها الفهم الصحيح للدين الحنيف.

وأضاف الدكتور خفاجى، بأن الجماعات المتطرفة تعمل على احتكار الدين، وهم يركزون على الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية فى المناطق الفقيرة والمهمشة، خاصة في الريف والعشوائيات، ستارا لتنفيذ أهدافها السياسية ورفعها شعار "الإسلام هو الحل" لجذب الجماهير إليها، وإقناعها بأن حلول كل المشكلات التي تواجهها تكمن في الدين لجذب التعاطف الشعبي فى صفهم.

وأشار الى أن أسباب التطرف الديني عبر الفضاء الإلكترونى ترجع إلى أسباب عديدة لعل أهمها: الجهل بالدين ويشمل الجهل بالكتاب والسنة، والجهل بمآخذ الأدلة الشرعية وأدوات الاستنباط و التأويل الخاطئ للدين واستغلالها له لمصالحها الخاصة ، وعدم المعرفة الصحيحة للأسباب الدينية والفهم الظاهري للنصوص، والافتقاد لمرجعيات دينية موثوق بها، واعتناق فكر ديني متطرف يكفِّر المجتمع كما يكفر الحاكم، استنادا إلى تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية من غير علم ، خاصة فيما يتعلق بفكرة الحاكمية، ومن ثم يدعون لقتل كل من يخالفهم فى الرأى ويستحلون دمائهم، فهو جهاد يقوم على العنف والإيذاء، لتغيير ما يرونه مخالفا ً لما يعتقدونه من أفكر متطرفة.

واوضح ان الجماعات الإرهابية تفضا الفضاء الإلكترونى للتأثير على الشباب لنشر أفكارهم ولاستقطاب أتباع جدد، حيث يوجد العديد من الشباب المتذمر ومنعدم الآفاق، أو الشباب العاطل أو الذي يدمن المخدرات،أو الشباب الذي يعاني من مشاكل عائلية أو فى حالة ضعف وهو ما تستغله تلك الجماعات و يقدمون أنفسهم كبديل لحل تلك المشكلات فيقعون فريسة فى أيدى الجماعات الإرهابية التى تتخذ من العنف طريقاً ومن التشدد نهجاَ لكوادرها وأتباعها.

وذكر الدكتور محمد خفاجى، أن سوء استخدام الفضاء الإلكترونى فى الخطاب الديني يعجزه عن تحقيق ثلاثة أهداف أساسية : الهدف الأول ضعف تحصين المجتمعات من التطرّف وجرائم فكر العنف، والهدف الثانى عدم مساهمته فى تحقيق القواسم المشتركة بين الأديان والمذاهب، والهدف الثالث عجزه عن تقديم صورة إيجابية عن الإسلام، وهذه الأهداف الثلاثة هى المشكلة الحقيقية فى الفضاء الإلكترونى بالنسبة للخطاب الدينى الأمر الذى يجعله عشوائياً بين الناس متلقى خدمة وسائل الإتصال الأمر الذى يلقى بظلاله الكثيفة على التطرف القائم على الأوهام والخرافات، على خلاف صحيح الدين الحنيف.

وأضاف بأن تأثير سوء استخدام الفضاء الإلكترونى للخطاب الديني المتشدد يؤدى إلى التطرف الديني مما يؤثر على التماسك الاجتماعى، فيهدد بذلك أمن الاجتماعي والسلم الاجتماعي داخل المجتمع، بحسبان أن التنظيمات الدينية المتشددة تصدر فتاوى وآراء وأحكام دينية،خاصة مع فتاوي القتل وتكفير الحاكم والمواطنين وما يترتب عنها من استحلال دمهم ومالهم، تحدث بها الفتنة داخل المجتمع، ومن ثم فإن سوء استخدام الفضاء الإلكترونى للخطاب الدينى يمثل خطراً على المجتمع وتهديداً حقيقياً لمصالحه العليا.

وقال نائب رئيس مجلس الدولة، إن الاستخدام الرشيد للفضاء الإلكترونى يحقق الأمن الفكري حمایة للمصالح الأساسیة للوطن، حيث یتجسد الأمن الفكري في قدرة الدولة على التصدي لكافة الإتجاھات الفكریة التي من شأنھا التأثیر في ثوابتھا العقائدیة والثقافیة والاجتماعية والفكریة، من خلال مقاومة الفكر الضار الدخیل على الأمة المصرية فى نسيحها الواحد، ومواجهة كافة صور الانحراف الفكرى المناهض للقيم المجتمعية الأصيلة.

واختتم الدكتور خفاجى دراسته، بانه إذا كان تحقیق الأمن الشامل بمفھومه الواسع یقع على عاتق الأجھزة الأمنیة، فإن مواجهة الأمن الفكري من أھم صور الأمن التى تسهر عليه الجهات الأمنية المعنية بهذا الأمر، وهى تؤدى هذا الدور ليس بمنعزل عن تعاون المجتمع وتشاركها فيه المؤسسات الأخرى كالمؤسسات القضائية والمؤسسات الدينية على اختلاف فروعها، ليتشارك الجميع فى تطبیق الأسالیب العلمیة الحدیثة في إدارة الأزمات الأمنیة الفكرية بحسبان أن الإنحراف الفكري تھدید مباشر و خطیر على الأمن القومى للبلاد.