كلمة السيد سامح شكري وزير الخارجية في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للحوار السياسي الوزاري العربي الياباني
ألقى وزير الخارجية سامح شكري، كلمة، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للحوار السياسي الوزاري العربي الياباني.
وعقد اللقاء بحضور وزراء خارجية الدول العربية، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.
كلمة السيد وزير الخارجية الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للحوار السياسي الوزاري العربي الياباني ه سبتمبر ٢٠٢٣ معالي السيد هاياشي يوشيماسا وزير خارجية اليابان أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية الشقيقة معالي السيد أحمد ابو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية السادة الحضور إنه من دواعي سروري أن أترأس اليوم، في إطار الرئاسة المصرية للدورة المئة وتسعة وخمسين للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية - اجتماعات الدورة الثالثة للحوار السياسي العربي الياباني على المستوى الوزاري. وأود في مستهل الاجتماع، وبالنيابة عن أشقائي أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية وبالأصالة عن نفسي أن أرحب بكم معالي السيد "هاياشي يوشيماسا" وزير خارجية اليابان، ضيفا عزيزا ومقدرا بالقاهرة.
تحتل اليابان مكانة خاصة في العالم العربي، نظرًا لمواقفها السياسية المتوازنة، وعلاقاتها القديمة والمتشعبة بدول منطقتنا هذه العلاقة التي تمتد لقرون عدة، كان التواصل والتفاهم، وتبادل الخبرات والحرص على التعاون عنوانها الدائم. وكانت ولازالت الصداقة التي تربط بين شعوبنا قيمة ثابتة وركيزة أساسية لطالما حرص الجميع على رعايتها ودعمها. إن ما يربط عالمنا العربي باليابان ليس فقط علاقات سياسية قوية، أو اقتصادية متميزة، وإنما تتشارك بلادنا وشعوبنا وحضاراتنا القديمة قيماً وثوابت راسخة، إذ نتحرك سوياً في فضاء رحب، هو حضارة الشرق المتنوعة والثرية التي ننتمي اليها ، ويحمل أبناؤها رسالة إعمار وإنماء ومحبة للعالم أجمع. لذا لم يكن غريباً أن يأتي في صلب التعاون العربي الياباني، سواء الثنائي أو الجماعي، برامج تعاون ثقافية واجتماعية وإنسانية متعددة ذات اهداف إنسانية وتنموية راقية، رعتها في أغلب الأحيان مساعدات يابانية مقدرة، ونفذتها أيادٍ وعقول عربية طموحة ومبدعة. ولا يعني هذا أن علاقاتنا السياسية والاقتصادية كانت أقل تميزاً فالعلاقات السياسية العربية اليابانية محل تقدير متبادل، وتشهد العديد من المشتركات، كما أنها تدور في أفق من الشفافية والحوار المستمر الذي يهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. كذلك اتسمت علاقات التعاون الاقتصادي بين الدول العربية واليابان بالتنوع والشمولية، حتى بلغ حجم التجارة العربية اليابانية حوالي ۱۰۱ مليار دولار عام ۲۰۲۱ ، والتقديرات في تحسن مستمر إذ أن هناك إرادة واضحة من الجانبين للاستفادة من الآفاق المتاحة لتطور تلك العلاقات، سواء رقمياً، أو من حيث تعميق مجالاتها التكنولوجية والتصنيعية والخدمية.
من هنا يعد اجتماعنا اليوم على هذا المستوى الرفيع دليلاً على الحرص المتبادل على استمرار وتطوير أطر العمل العربي الياباني المشترك، وعلى تبادل الرؤى إزاء المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية المتلاحقة التي تعصف بعالمنا، وتلقى بتحديات معقدة ومتشابكة أمامنا جميعاً، لما لها من تبعات هائلة على المنطقة العربية واليابان. إن الحاح التحديات يدفع الأصدقاء إلى الجلوس سوياً، والتفكير في أنسب السبل للمواجهة وأفصل السبل للتعاون وهو ما نفعله اليوم باجتماعنا معاً تحت مظلة جامعة الدول العربية. أصحاب السمو والمعالي السادة الوزراء، السيدات والسادة إنني إذ أجدد الترحيب بضيف القاهرة وضيف الجامعة العربية معالي وزير خارجية اليابان، فإنني أثق في أن حوارنا سيكون شفافاً ، وبناءً، وسيتيح التوصل لنتائج إيجابية هامة تصب في مصالح شعوبنا ومجتمعاتنا. والسلام عليكم ورحمة الله