العراق.. السودانى يصدر قرار بحظر التجوال ومواجهات وغليان بـ”كركوك” وبارزاني يحذّر من ”فتنة”
ليلة صاخبة من المواجهات والعنف، شهدتها مدينة كركوك شمال العراق على خلفية اشتباكات عنيفة بين عناصر أمن ومتظاهرين كرد طالبوا بإعادة افتتاح مقر للحزب الديمقراطي الكردستاني، مما أسفر عن مقتل 3 محتجين وإصابة 14 الامر الذى على أثره أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمر بإطلاق عملية أمنية واسعة في مدينة كركوك وفرض حظر تجوال ،وفتحِ تحقيق في مقتل متظاهر في إطلاق نار على المحتجين.
وأمر السوداني أيضا بتأجيل تسليم المقر المسيطر التابع للجيش العراقي في محافظة كركوك الى قوات البشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني حتى إشعار آخر.
كذلك دعا السوداني جميع الجهات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية، إلى أخذ دورها في الحفاظ على الأمن والاستقرار والنظام في محافظة كركوك.
فيما اجتمع رئيس أركان الجيش العراقي بالقيادات الأمنية المحلية، لبحث كيفية احتواء التوتر مؤكدا أن عناصر الأمن ستلقي القبض على كل من يعبث بأمن كركوك أو بحوزته أسلحة.
يشار الى أنه عندما تولى السوداني السلطة العام الماضي، عمل على تحسين العلاقات بين حكومته والحزب الديمقراطي الكردستاني لكن السكان العرب والأقليات مثل التركمان، الذين قالوا إنهم عانوا في ظل الحكم الكردي، احتجوا على عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وشهدت مدينة كركوك ليلة صاخبة أمس السبت حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين أكراد وقوات الأمن، مما أسفر عن مقتل 3 وأصابة10 جرحى وذلك عندما توجه محتجون إلى مقر قيادة العمليات المشتركة للمطالبة بإنهاء الاعتصام الذي ينظمه عدد من الرافضين لعودة الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى مقاره في كركوك.
الكتلة التركمانية في العراق:
وبخصوص أعمال العنف التي شهدتها كركوك حذر رئيس الكتلة التركمانية النيابية في العراق النائب أرشد الصالحي من وجود عناصر إرهابية مسلحة من دول الجوار تشعل الفتنة في داخل وأطراف محافظة كركوك".
واعتبر أن "ما حصل هو نتيجة الأخطاء التي حصلت في مفاوضات تشكيل الحكومة في ظل غياب ممثلي كركوك عنها"، مضيفا: "قلنا لكم، كركوك محافظة حساسة، وإن جميع مكونات كركوك خلال هذه الفترة كانوا ينعمون بالأمن والأمان والاستقرار".
واستطرد: " قلنا لرئيس الوزراء مرارا بعدم تكرار أخطاء رؤساء الوزراء السابقين بإهمال ملف كركوك الأمني والإداري".
وأضاف أرشد الصالحي: "ندعو مواطني كركوك جميعا إلى التعاون مع القوات الأمنية وقيادة الشرطة والسماح لها بأخذ زمام الأمور وتطبيق فرض حظر التَّجْوال".
وفى بيان شديد اللهجة، ضد من وصفهم بمثيري الفتنة أعتبر رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارازاني، أن هذه الممارسات غير السليمة وغير القانونية في كركوك هى محاولة لإثارة الفتنة وتدمير العيش المشترك.
كما حذر رئيس الحزب الديمقراطي الكردي، مسعود بارازاني، من استمرار تصعيد الأوضاع، منددا باستخدام الشرطة للقوة ضد المتظاهرين.
اما الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه بافل طالباني، فشدد على أن الوقت حان لتدخل رئيس الوزراء مباشرة لاستئصال المشكلة من جذورها، بالتنسيق مع الحكومة المحلية وقوات الجيش والحشد في المدينة.
يذكر أن أعمال العنف التي شهدتها كركوك والتوترات خلال الأيام الماضية، كانت بسبب إخلاء مقر العمليات المتقدم لصالح الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي انسحب من المحافظة عام 2017 ويطالب بالمقر باعتباره مقرا خاصا به قبل أن تستخدمه القوات العراقية.
وتقع كركوك، وهي محافظة غنية بالنفط في شمال العراق، بين إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة المركزية.
وسيطرت قوات كردية على مدينة كركوك بعد طرد تنظيم "داعش" الارهابى منها في عام 2014، لكن الجيش العراقي أبعدها في عام 2017.