النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 10:26 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

بعد ضجة المسلسل

سفاح الجيزة الحقيقي .. كيف تحطمت أسطورة ”قذافي فراج” صاحب أبشع جرائم قتل ؟

من هو سفاح الجيزة الذي ارتكب سلسلة جرائم بشعة بين قتل ونصب ودفن جثث ضحاياه في مقبرة بمنزله ؟ وكيف سقط وتحطمت أسطورته الزائفه ..كلها أسئلة شغلت بال الرأي العام والكثير من رواد السوشيال ميديا، بعد أن تصدر سفاح الجيزة ، تريند منصات التواصل الإجتماعي ومؤشرات البحث ، وأصبح حديث الجميع ، ورصد قصته في عمل درامي جديد مسلسل "سفاح الجيزة " يعرض الآن يجسد شخصية السفاح الفنان أحمد فهمي .
يرصد موقع "النهار" تفاصيل وكواليس الواقعة البشعة منذ بدايتها في السطور التالية وهي..
سفاح الجيزة لقب ذاع صيته أُطلق على متهم اسمه الحقيقي "قذافي فراج عبد العاطي"،إرتكب سلسلة جرائم دامية من الجيزة للإسكندرية، رغم ذكاء هذا السفاح، وبراعته فى إرتكاب الجرائم، وعدم ترك أى أدلة خلفه تكشف هويته، إلا أنه سقط بعد سنوات فى قبضة أجهزة الأمن ، سفاح الجيزة الذي خطط ودبر لحيل شياطنية تساعده على الإجرام، بعدما تلفع بعباءة الشيطان ،وسفك الدماء، قتل زوجته وصديق عمره وفتاتين ، في الفترة من 2015 حتى2017،وتخلص من جثامين ضحاياه ودفنهم داخل مسكنه ببولاق الدكرور، الذي اتخذ منه مقبرة لإخفاء الجثث ، حتى سقط في قبضة الأجهزة الأمنية عام 2020 , وإلقاء القبض على وأعترف بجرائمه .
السفاح قتل صديقه رضا ودفن جثته في شقته ببولاق
عن تفاصيل قصة المتهم "قذافي فراج "الشهير بسفاح الجيزة، التي بدأت أحداثها مع صديقه "رضا" والذي كان يعمل مهندسا في أحد الدول العربية ، وكون ثروة كبيرة، ولثقته في صديقه (القذافي)، أجرى له توكيل رسمي بالتصرف في أمواله، وطلبه باستثمار أمواله، وأنشأ المتهم سلسلة مكتبات بالجيزة، وبدأ في الاستيلاء على ثروة الضحية، وعندما اكتشف المجني عليه تعرضه للنصب، حضر إلى مصر لتصفية معاملاته المادية وفض شركته مع المتهم، الذي أوهمه بأن أمواله في أمان.. في حينها قرر"قذافي" التخلص من صديقه ، وقتله والتخلص منه ، وأعد خطته ودعى صديقه المجني عليه لتناول العشاء وتصفية حساباتهم ، وبحكم العشرة الطويلة لم تخطر على بال المهندس الضحية أنه ستكون اللحظات الأخيرة في حياته على يد هذا الخائن ، ذهب "رضا" إليه في شقته مأوي الجرائم ببولاق الدكرور، استقبله القاتل بضحكة مليئة بالغدروالخيانة ، لم يخطر على بال القتيل أنه سيُقتل على يد صديق عمره ، استقبله "قذافي " ووضع له السم في الطعام ، وانهال على رأسه ضربا بقطعة حديدية حتي تأكد أنه فارق الحياة، وتخلص من الجثة بدفنه بمقبرة اعدها في الشقه ، دون ندم أو حسرة خرج يمارس حياته الطبيعة كأنه شي لم يكن، وانتحل صفة واسم صديقه " رضا" المهندس المجني عليه لمدة 5سنوات، واستولى على كافة ممتلكاته.
جريمة السفاح مع" نادين"
خلال عام 2015 تعرف السفاح "قذافي فرج" على فتاة تدعى "نادين"، تربطهما علاقة ، كانت تعمل معه في مكتبة يملكها، تقدم لخطبتها، لكن الضحية -نادين- رفضت محاولته وهددته بفضح أمره، أيام معدودة وكان "القذافي" قد أعد العُدة لارتكاب جريمته الأولى في شهر مارس 2015، حينما استدرج الفتاة إلى محل سكنه لإنهاء سوء الخلاف معها، وما إن ظفر بها حتى وضع لها السُم داخل كوب عصير، ثم باغتها بضربات على رأسها ، حتى أنهى حياتها ودفنها داخل شقة بالدور الأرضي بحي بولاق الدكرور، عقب ذلك، فبرك "قذافي" مراسلات بين الضحية وأحد الشباب، وأرسلها إلى أهلها وأسرتها لإقناعهم بأن "نادين" تعرفت على شاب يعمل بالخارج وسافرت معه للعمل بمجال التمثيل والسينما، وأقنعهم بعدم البحث عن ابنتهم بحجة انها هربت مع عشيقها و تجلب له العار والفضيحة ، والأولى السكوت وعدم البحث والتفتيش عن نجلتهم، ونجح القاتل في خدع أسرة الضحية بحجته الوهمية، فقدت أسرة " نادين "الأمل في ابنتهم غير راضين عما فعلته ، ولكنها اكاذيب ساقها لهم السفاح القذافي حتى يبعد الشبهات عنه وينهى جريمته دون أن ينكشف أمره.
الضحية الثالثة..قتل زوجته وقطع يديها ودفنها بجوار جثة صديقه
تمادى المتهم 'قذافى فراج'سفاح الجيزة ، في جرائمه ليس لديه عزيز أو غال ، وكأنه احترف سفك الدماء وإزهاق الأرواح ، هذا الجريمة الثالثة كانت من نصيب زوجته " فاطمة "، بعد مشادة بينهما بسبب خلافات مالية، وقام برطم رأسها عدة مرات على حافة الحائط، ولقت حتفها قام بعدها وقطع يدها ووضعها في 'ديب فريزر' ودفنها بكامل ملابسها بجوار جثة صديقه في المقبرة التي اعده داخل مسكنه ببولاق الدكرور .
ترك السفاح الجيزة وتوجه إلى الإسكندرية ليستكمل إجرامه ، هناك انتحل صفة صديقه المجنى عليه المهندس رضا، وتزوج طبيبة صيدلانية، وعندما اكتشفت حقيقته، قررت الانفصال عنه، فاتخذ قرارا بالانتقام منها، وارتدى نقابا للتخفى به، واستولى على مصوغات ذهبية باهظة الثمن ، واصل المتهم جرائمه، فتعرف على فتاة تعمل بمحل أدوات كهربائية بالإسكندرية، ووعدها بالزواج، وحصل منها على مبلغ مالي كبير (قيمة بيع شقة)، ولدى إلحاحها فى استعادة المبلغ أو إتمام الزواج بها، استدرجها إلى مخزن بمنطقة العصافرة بالإسكندرية، بزعم إعطائها بضاعة بقيمة المبلغ وقام بخنقها ودفنها بملابسها داخل المخزن.
كشف المستور وسقوط السفاح
تم القبض على قذافي نتيجة شريط لإحدى كاميرات المراقبة، وهو يسرق محل ذهب يمتلكه والد زوجته الخامسة، حيث ارتدى المتهم نقاب حتى يبعد الشبهات عنه وقاما بسرقة المصوغات الذهبية من داخل المحل المذكور ، وهنا كانت بداية سقوط أسطورة سفاح الجيزة ، حيث كشفته كاميرات المراقبة ،حبث تعرفت الأسرة على المتهم وأبلغوا الشرطة، ليتم إلقاء القبض عليه، وإحالته الي النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بتهمة السرقة ، وفي نفس الوقت كانت أسرة الضحية (رضا) لم تقف عن السؤال عنه، وكلفت محامي للبحث عنه ووصلت معلومة لمحامي الأسرة بصدور حكم قضائي صدر ضد المهندس رضا، وعندما ذهبت الأسرة لمقابلته في سجن الاستئناف بالإسكندرية اتضح أن الشخص المحبوس باسم المهندس رضا، هو "قذافي فراج "، فتقدمت أسرة المهندس ببلاغ للنائب العام للتحقيق، وفتح التحقيق من جديد في بلاغ التغيب الخاص بالمهندس رضا،وانه ينتحل صفته، فتم إبلاغ رجال المباحث بالإسكندرية، كما تقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق، وتقدم أيضا بتظلم لتفح التحقيق فى بلاغ التغيب الخاص بالمهندس رضا، الذى تم تحريره منذ سنوات، وشهد توجيه تهمة القتل لـ"قذافى، وبمواجهة القذافي بجميع المعلومات اعترف بكافة الجرائم التي ارتكبها من الجيزة للإسكندرية وكأنها مسلسل درامي صعب هنا جثة وهناك قتيل دفون أسفل البلاط وقاتل يخطط ويدبر وينتحل صفة غير أسمه الحقيقي وكأنها حبكة خيالية لم يصدقها عقل ويتوه في كتابتها المؤلفين.
التحقيقات تكشف مفاجأت مع السفاح
القى القبض على سفاح الجيزة بعدما انهارت أسطورته الزائفة ، وكشفت التحقيقات معه عن مفاجآت صادمة ، إذ يستلذ القاتل بجرائمه، فتارة تحدث المتهم عن تفاصيل جريمة إنهاء حياة وأخرى يروي كواليس واقعة نصب وثالثة انتحال صفة وما بين جرائمه المتعددة بدأ يربطها خيط واحد، وهو أن المتهم استغل ذكاءه في المراوغة والهرب لنحو 5 سنوات للإفلات من رجال الشرطة، واعترافات سفاح الجيزة كشفت أنه تخلص من صديقه المهندس رضا منذ 7 سنوات، بعد النصب عليه وأخفى جثته في حفرة بشقة الطابق الأول، ثم أنهى حياة زوجته وقطع يديها ودفنها بمتعلقاتها داخل غرفة أخرى بالشقة المكونة من غرفتين وصالة، وهرب بعد ارتكاب جريمته في 2015 إلى الإسكندرية وهناك ظل يمارس عاداته المحببة دون أن يضل طريقه نحو النصب والاحتيال، حتى إنه انتحل ذات مرة، بحسب اعترافاته، صفة ضابط في جهة سيادية للارتباط بسيدة قضى معها عدة أشهر بأوراق مزيفة ضمن 6 سيدات ارتبطن به وأقمن معه علاقات زوجية وعاطفية.
فور التقدم ببلاغ للنائب العام، تم تكليف النيابة المختصة بالجيزة، للتحقيق فى القضية، وتم التنسيق مع مديرية أمن الإسكندرية، وتوجهت قوة أمنية لاستلام المتهم، وترحيله إلى مديرية أمن الجيزة، وتحديدا إلى قسم شرطة الهرم، وبدأ فريق البحث ، فى إجراء التحريات، واستجواب المتهم، وجمع المعلومات، ومواجهته بها، حتى اعترف بقتل المهندس رضا، وقتل زوجته، وشقيقة إحدى زوجاته، والفتاة التى قتلها بالإسكندرية، وأرشد عن مكان دفنه الجثث، لتنكشف جرائم السفاح أمام رجال المباحث والنيابة التى تتولى التحقيق.
عشماوي في انتظار رقبة سفاح الجيزة
تم إحالة سفاح الجيزة للمحاكمة، قضت بـ 4 أحكام بالإعدام شنقًا لـ سفاح الجيزة قذافي فرج بتهمة قتل صديقه رضا عبد اللطيف "أيدته النقض" وزوجته فاطمة زكريا و وشقيقة زوجته. وطعن المتهم على الأحكام الثلاثة أمام محكمة النقض، وحددت محكمة النقض، أولى جلسات نظر طعنين المتهم على حكمين صادرين ضده بالإعدام فى قضيتى قتل عمد، يومي 11 يناير و26 فبراير من عام 2024 .
كان المستشار حمادة الصاوي النائب العام، قد أمر في 1 فبراير ا2021، بإحالة المتهم "قذافي فراج"، إلى "محكمة الجنايات"، في أربعة قضايا بدوائر الهرم وبولاق الدكرور بالقاهرة، والمنتزه بالإسكندرية؛ لمعاقبته فيما نُسب إليه من قتله عمدًا أربعة، هم: زوجته وسيدتان ورجل، مع سبق الإصرار، خلال عامي 2015، 2017، وإخفائه جثامينهم بدفنها في مقابر أعدها لذلك.
وكانت "النيابة العامة"، أقامت الدليل قِبَل المتهم في القضايا الأربعة، من شهادة سبعة عشر شاهدًا، واعترافات المتهم في التحقيقات، واستخراج رفات جثامين المجني عليهم من الأماكن المدفونة بها، وما ثبت بتقارير الصفة التشريحية لتلك الجثامين، وتطابق البصمات الوراثية المأخوذة منها، مع مثيلتها المأخوذة من ذوي المجني عليهم، وما ثبت بتقرير "الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية"، بشأن فحص الآثار المرفوعة من أماكن استخراج الجثامين، فضلًا عن محاكاة المتهم لكيفية ارتكاب الوقائع الأربعة.