من حياة الترف والقصور إلى رصيف الحي الراقي.. قصة الحاجة فايزة لها العجب: ”اشتريت كفني”
على أحد أرصفة الحي الراقي بمنطقة المهندسين تجلس سيدة مسنة أنهكها غدر الزمان و الإنسان، ترجع بذاكرتها إلى زمن مر وتزيل الأتربة عن بعض الذكريات التي أصبحت اليوم ذكرى فى الماضي مؤلمة، فأمس كانت تنام على ريش النعام مع زوجها العربي تحت خدمتها الكثير من الخدم و الحشم، واليوم تجلس على الرصيف منذ ١٥ يوم لم تغير خلالهم ملابسها و لم تعرف للنوم بابًا تتركه، تجلس على كرسي أنتريه مذهب أنهكه الزمان تمامًا كصاحبته حتى الصباح الباكر خوفًا على نفسها و أثاث منزلها، لتنعم بعدها ببعض النوم قليل قبل أن تدب الحركة بجانبها من جديد فالجميع يرأف بحالتها وما تعرضت له من غدر.
تحدثت الحاجة فايزة "للنهار" قائلة: "كنت شغاله مدير عام فى المجلس الأعلي للثقافة، كنت متزوجة من ثري عربي أعيش في سعادة ولدي الكثير من الخدم و الحشم حتى أنقطع العيش بيننا وعدت إلى بلدي مع الكثير من المال نتيجة عملي وحقي الشرعي من زوجي، تبنيت نجل شقيقي و عاملته مثل ابني تمامًا فشاء الله إني لا أنجب الأطفال بعد أن تزوجت ٤ مرات، وكنت أتكفل بمصاريف أبناء اشقائي حتى أجد من يرعاني فى كبري لكن كانت الصدمة".
وأضافت الحاجة فايزة: "حقاً اتق شر من أحسنت إليه، فبعد أن قمت بعمل توكيل عام لنجل شقيقي الذي تبنيته إلي أن تزوج و انجب طفلين، قام ببيع شقتي لنفسه بموجب التوكيل وسرق مدخراتي المالية وفر هاربًا إلي إحدى المحافظات، بعد أن رمى وأثاث منزلي فى الشارع".
ورددت: "وقعت على حاجتي في الشارع لما شوفته بالمنظر دا اللي عمل كدا ابن اخويا اللي ربيته انقهرت على حالي وخسيت ٣٥ كيلو".
واختتمت الحاجة فايزة: '١٥ يوم أجلس على الرصيف فى الشارع بنفس ملابسي لم استحم ولا أجد مكانًا أقضي حاجتي سوى الشارع و جردل من الماء بجواري أتوضاء منه لذكر الله و شكره على ما ابتلاني به فى أيامي الأخيرة"، مطالبة الجهات المعنية أن تعيش حياة كريمة فى الأيام الأخيرة لها قبل أن تقابل ربها.
وقالت: "اشتريت الكفن وموجود معايا علشان محدش يدفع لي حاجه أنا مش وش بهدلة وطول عمري نزيهة اقفوا معايا".