النهار
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 10:27 صـ 19 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
وزير الصحة يؤكد عمق وترابط العلاقات التاريخية بين مصر عمان امتحانات آمنة| وزير التعليم يستعراض آليات الاستعداد لامتحانات نصف العام... تفاصيل ”من أجل شتاء دافئ”.. الداخلية توزع الهدايا علي مرضى مستشفيات جامعة بنها محافظ القليوبية يوفير سكن لسيدة مطلقة تعول 6 أطفال ويعفى أبنائها من مصاريف الجامعة سفارة سلطنة عمان تحتفل بالعيد الوطني الـ54.. والسفير الرحبي يؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين بلاده ومصر الأرجنتين تنسحب من قوة حفظ السلام في لبنان بعد الهجمات الإسرائيلية المبعوث الأميركي توم بيرييلو: السودان تحتاج لمزيد من المساعدات الإنسانية وفتح الممرات اقتصادي: 2025 عام البورصات وأسواق المال العالمية.. وترامب كلمة السر اقتصادي: البورصة متعطشة للطروحات الحكومية.. المستقبل يدعوا للتفاؤل وفاة شخصين وإصابة آخر في حادث تصادم بالفيوم بمؤتمر Pafix.. كيف يقود الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المصارف إلى بر الأمان؟ وزير التعليم: منع اصطحاب الهواتف المحمولة للمراقبين والملاحظين والطلاب داخل لجان الامتحانات

عربي ودولي تقارير ومتابعات

ليلة تضارب الأنباء عن طرد السفراء من النيجر.. هل تراجع العسكر أم يناور بالعلاقات الدبلوماسية؟!

اضطرت وكالة الأنباء الفرنسية لإلغاء أخبار حول طرد سفراء أفارقة وغربيين من النيجر، مشيرة إلى تضارب موقف المصدر (العسكر) من سند الأخبار.

وفي مذكرة نشرتها فجر السبت، قال الوكالة إنها اضطرّت إلى إلغاء ثلاثة تنبيهات وعواجل من النيجر حول دعوة سفراء دول غربية إلى مغادرة البلد.

وأوضحت أن الإلغاء يأتي بعد أن تبين أنها "استندت إلى وثيقة مزيفة"، مؤكدة في الآن نفسه أن "المجلس العسكري الحاكم أكد في وقت سابق صحّة هذه الوثيقة قبل أن يتراجع عن ذلك".

وفي الوقت نفسه، أكدت الخارجية الأمريكية أن أحدا لم يطلب من سفيرتها مغادرة البلاد.

فما الذي حدث ليتغير سند الأخبار من حقيقي إلى مزيف؟ وهل فعلا أن الوثيقة مزيفة؟ وإن كانت كذلك فلماذا قال المجلس العسكر في البداية لوكالة الأنباء الفرنسية إنها حقيقية؟

ليلة طرد السفراء

أخبار طرد السفراء بدأت بتنبيه نشرته وكالة الأنباء الفرنسية قالت فيه إن حكومة النيجر أمهلت سفراء دول غربية وأفريقية 48 ساعة لمغادرة البلاد.

وبدأت الأنباء ببيان عن طرد السفير الفرنسي، حيث أكدت وزارة الخارجية في الحكومة التي شكلها المجلس العسكري "سحب موافقتها على اعتماد السفير سيلفان إيت، والطلب منه مغادرة أراضي النيجر خلال مهلة 48 ساعة".

واعتبر البيان أن الخطوة جاءت بعد "رفض السفير الاستجابة لدعوتها إلى إجراء لقاء" مع وزير الخارجية النيجيري الجمعة، و"تصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر".

وفي حديثها عن مصدر الخبر، تحدثت الوكالة عن وثيقة قالت إنها اطلعت عليها، وشملت أسماء سفراء غربيين آخرين تقرر طردهم أيضا، وهم سفيرا أمريكا وألمانيا.

وبحسب الوكالة، لم تتوقف أوامر الطرد على السفراء الغربيين، بل طالت أيضا سفراء دول أفريقية في"إيكواس"، وهي نيجيريا وكوت ديفوار.

وقالت رسالة صادرة عن وزارة الخارجية النيجرية، إنه تقرر "سحب موافقتها على اعتماد (السفير) محمد عثمان والطلب منه مغادرة الأراضي النيجرية خلال مهلة 48 ساعة".

وبررت الوزارة الطلب بـ"رفض سفير نيجيريا في نيامي الاستجابة" لدعوتها إلى "إجراء مقابلة" الجمعة، و"تصرفات أخرى من الحكومة النيجيرية تتعارض مع مصالح النيجر"، بحسب ما ذكرت "فرانس برس".

واللافت أن الصيغة الخاصة بطلب مغادرة السفراء كانت مطابقة لصيغة طرد السفير الفرنسي.

مناورة

منذ انقلابه على حكم الرئيس محمد بازوم في يوليو الماضي، لم يتأخر المجلس العسكري في النيجر عن إظهار عدائه لفرنسا، حيث صعّد لهجته ضد باريس متهما إياها بانتهاك المجال الجوي للنيجر حين حطت طائرة عسكرية فرنسية بمطار نيامي.

ولاحقا، وجه المجلس العسكري تحذيرات شديدة اللهجة لباريس من التدخل في شؤون النيجر، علاوة على مظاهرات واسعة نظمها مؤيدو الانقلاب بالعاصمة نيامي، رفعت شعارات مناهضة لفرنسا وتدعو لطرد جنودها المنتشرين بالبلد الأفريقي.

وبناء على ذلك، يعتقد مراقبون أن "تلاعبا" قد يكون حصل من جانب السلطات العسكرية، ويستهدف وكالة الأنباء الفرنسية، لإيقاعها في الخطأ من جهة، وبالتالي محاولة ضرب مصداقية أخبارها حول النيجر.

ومن جهة أخرى، قد يكون المجلس العسكري حاول تمرير رسائل مبطنة لكل من باريس خصوصا ومن بعدها الغرب، بعدم التدخل في ملف النيجر وإبقاء صراعهم حول النفوذ فيه وبالساحل الأفريقي بعيدا.

الرسالة موجهة أيضا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" والتي تلوح بالتدخل العسكري في النيجر حال لم يقبل الجيش بإعادة الحكم للرئيس المخلوع محمد بازوم.

والدليل المحتمل على ذلك، هو أن من بين السفراء الذي قالت وكالة "فرانس برس" إن المجلس أمهلهم لمغادرة النيجر، سفيرا نيجيريا الذي تتقلد الرئاسة الدورية لإيكواس، وكوت ديفوار، رأس حربة العملية المحتملة ضد نيامي.

التوقيت والسياق يفرضان أيضا رمزيتهما على الأحداث، ففي ظل فشل المحاولات الدبلوماسية الحالية في الوصول إلى حل وسط حتى الآن، يلوح في الأفق شبح الصدام العسكري بين قادة الانقلاب في النيجر و"إيكواس".

وفي بيان ثلاثي سابق للنيجر ومالي وبوركينا فاسو، قالت نيامي إنها سمحت للقوات المسلحة في باماكو وواغادوغو بالتدخل على أراضيها في حالة وقوع هجوم.

ويعد هذا البيان مؤشرا محتملا على أن المجلس العسكري في النيجر يعتزم مواصلة مقاومة الضغوط الإقليمية للتخلي عن السلطة، ما يعني أنه حتى أخبار طرد السفراء قد تكون ضمن وسائل المناورة وتبليغ رسائل مشفرة.

تراجع

طرح يفرض نفسه أيضا، ففي وقت تبدو فيه الأوراق مختلطة والرؤية ضبابية، فقد يكون لجيش النيجر حسابات أخرى، وهو الذي لا يمتلك حتى الآن من أوراق ضغط سوى احتجازه لبازوم وأفراد من عائلته، ودعم مالي وبوركينا فاسو.

وبعد تفويض المجلس العسكري في النيجر للدولتين الجارتين التدخل في حال قررت إيكواس شن عملية لاستعادة النظام الدستوري، قد تكون نيامي انتبهت إلى عدم توازن القوى بين المعسكرين، خصوصا أن المعسكر المضاد يضم أحد أقوى جيوش أفريقيا وهو الجيش النيجيري.

وبالتالي، قد تكون حسابات الربح والخسارة فرضت على جيش النيجر تراجعا تكتيكيا يمر وجوبا عبر خلق نوع من التضارب في مصدر خبر قدمه بنفسه للوكالة الفرنسية وأكد صحته ثم تراجع.

كما أن متابعين يرجحون وجود تطورات في الغرف المغلقة وترتيبات أو مفاوضات غير معلنة أو حتى تدخلات أو ووساطات قادت جميعها نحو التراجع عن قرارات كانت ستكون بمثابة إعلان حرب دبلوماسية وعسكرية.

نفي أمريكي

ما رفع منسوب الضبابية هو النفي الأمريكي لقرار نيامي طرد بعض دبلوماسييها، حيث قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن وزارة خارجية النيجر أبلغت واشنطن بأن صور الرسائل المتداولة عبر الإنترنت والتي تدعو إلى مغادرة بعض الدبلوماسيين الأمريكيين لم تصدرها الوزارة، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".

وأضاف المتحدث أنه بعد أن ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن النيجر أمهلت السفيرة الأمريكية 48 ساعة لمغادرة الدولة الأفريقية "لم يتم تقديم مثل هذا الطلب إلى الحكومة الأمريكية".

والسفيرة الأمريكية الجديدة لدى النيجر كاثلين فيتزغيبونس وصلت إلى العاصمة نيامي في وقت سابق هذا الشهر لتتولي منصبها، دون تقديم أوراق اعتمادها للسلطات العسكرية الجديدة.