من الـ”صفر” يبدأ كل نجاح.. رؤية نقدية لفيلم ”العميل صفر”
بداية موفقة للفنان أكرم حسني في عالم البطولة السينمائية بعد سنوات من العمل الجماعي والظهور كضيف شرف جعلته ينضج فني ويصبح قادر على اختيار العمل الفني المناسب لدخوله عالم البطولة بدور العميل "صفر"، الفيلم كوميدي لايت وعلى الرغم من القصة التي قد تكون قدمت عدة مرات على مر سنوات إلا أنه قد قدمها بطريقة الكوميديا غير مبتذلة.
تدور أحداث الفيلم حول "صفر" الذي يعمل كفرد أمن وهو شخصية مدمرة للأحداث ولا يعتمد عليها وفاشل في كل أفعاله، وبغبائه يتسبب في مقتل صديقه وزميله بالعمل، ليتم طرده من العمل بسبب كثرة أفعاله السلبية والتي تنتهي بكوارث وخسائر لصاحب شركة الأمن التي يعمل بها... وبسبب تلك الخسائر يتعرض صاحب الشركة لجلطة نتيجة فسخ التعاقدات بينه وبين أهم عملائه بسبب العميل "صفر"، إلا أن "صفر" يستغل تلك الجلطة ليقوم بعملية تأمين كبرى ل "دوقة إنجليزية" تحضر في زيارة سريعة لمدة 48 ساعة لمصر، ليقوم بتكوين فريق تأمين لتلك الزيارة، وتتوالى الأحداث بعد غلطات العميل "صفر" المتكررة إلا أنه يصادفه حظا كبيرا بعدم حدوث مكروه للدوقة وابنتها في البداية، وبعد ذلك يتم اختطافهم بطريقة كوميدية بسبب فشل وغباء "صفر".
يبدأ الصراع في الفيلم عن طريق مواجهة "صفر" لنفسه وللفريق المصاحب له بفشله وتسببه بتدمير كل ما يتدخل به، ويتصاعد الصراع بعد اختطاف الدوقة الأم وبنتها الشابة بسبب عقد أثري مصري، وينتهي الفيلم بعد نجاحهم في تحرير الرهائن وإرجاع العقد.
أكرم حسني تفوق على نفسه كوميديًا في تلك التجربة، فقدم كوميديا لطيفة تُسعد المشاهد حتى في مشهد انكساره وانهزامه أظهر جانب كوميدي بابتسامة خجل أثناء قيام شخص بتصويره على ضفاف النيل،
وبالنسبة للفنان الشاب مصطفى غريب فقد قدم دورا مميزا بكوميديا لطيفة تضيف له ولبداياته الفنية وتخرجه عن عباءة مسلسل "الكبير"،
أما "فيدران" فقامت بدور "الدوقة" كما ينبغي ولكن الإشادة الكبيرة لها بقدرتها الكبيرة على تقيم دور الشقيقة التئاما لتجعلك تشعر باختلاف كبير بين الشخصيتين أما الشاشة عن طريق الفصل بين أداء الشخصية الحركي والكلامي وهي الصعوبة في تقديم ذلك النوع من الأعمال وهي الفصل بين أداء الشخصيات،
وفي دور الشرير الكوميدي يقدم منذر رياحنة دور جديد عليه يمزج خلاله بين الشر والكوميديا بشكل خفيف ولطيف بأداء صوتي وحركي لرجل عصابات بشكل كوميدي ساخر.
الملابس كانت مناسبة للشخصيات وللأحداث وتكوين الشخصيات وصراعهم الداخلي ومدى نضوجهم وشخصيتهم داخل العمل الفني، وظهر ذلك بملابس "أسماء أبو اليزيد " وملاءمتها لشخصيتها كعاملة أمن من منطقة شعبية.
التكوين المرئي للفيلم والتصوير يستحق إشادة لفريق التصوير ولمخرج العمل كريم العدل الذي أخرج الفيلم في صورة متكاملة من قدرات وتناسق الصوت مع الصورة.
الفيلم يوصي به للعائلات التي ترغب في حضور فيلم كوميدي يناسب العائلة ويحتوي كل مشهد على ابتسامة ترسم على الوجهة دون إجهاد وابتذال أو إيحاءات جنسية أو أفيه أبيح .