وتتوالي وتتكشف كواليس لقاء اردوغان بقيادات الاخوان
الإخوان يطالبون أردوغان بإقامة جامعة إسلامية عالمية على غرار الأزهر الشريف
- دكتور أيمن سمير: الإخوان الأرهابية ترغب في جامعة إسلامية تركية لسحب البساط من الأزهر الشريف
يعتبر لقاء الرئيس التركي أردوغان الاخير مع قيادات الاخوان الارهابية وقيادات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وضم 22 شخصية عالمية من قيادات التنظيم وخلال اللقاء الذي عقد في مقر الرئاسة التركية قبل أيام بين أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب أعضاء الاتحاد من الرئيس التركي وبشكل رسمي وملح ضرورة إقامة جامعة إسلامية عالمية في اسطنبول على غرار جامعة الأزهر في مصر.
وكشف القيادي الإخواني محمد الصغير الذي حضر اللقاء أن على القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قدم في كلمته أمام أردوغان 9 مطالب، منها ضرورة إنشاء جامعة إسلامية في اسطنبول على غرار الأزهر بالقاهرة.
وأكد باقي المتحدثين من أعضاء الاتحاد خلال كلماتهم أهمية التسريع بإقامة تلك الجامعة لتجمع الطلاب من شتى بقاع الدول الإسلامية ولتكون بديلا لهم عن جامعة الأزهر وتوفر لتركيا مداخيل اقتصادية جديدة.
ومنذ سنوات طويلة ناصبت جماعة الإخوان للأزهر العداء حيث سعت خلال حكمها لمصر في 2012 إلى الإطاحة بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وافتعال أزمات طلابية وإحداث فوضى بالجامعة فضلا عن تدبير عمليات تسمم بين طلاب المدينة الجامعية لإشغال غضب الأهالي واتخاذ ذلك ذريعة لإجبار شيخ الأزهر على الاستقالة
وعقب الإطاحة بحكم الإخوان الارهابية في ثورة 30 يونيو من العام 2013 حاولت الجماعة أيضا النيل من شخص شيخ الأزهر بعد موقفه الداعم للثورة وروجت خبرا يفيد باستقالة الطيب من منصبه كما طالب قيادات الإخوان من خلال منصة رابعة العدوية مقر اعتصام الجماعة تعيين الداعية الإخواني الراحل الشيخ يوسف القرضاوى شيخا للأزهر.
وعقب الثورة اتخذ الأزهر إجراءات حاسمة ضد المنتمين إلى جماعات العنف والتطرف والإرهاب ومنها الإخوان حيث أصدر الدكتور عباس شومان الذي كان يشغل منصب وكيل الأزهر عام 2015 منشورا يخاطب فيه جميع العاملين بالأزهر بضرورة تقديم ما يثبت تبرؤهم من الكيانات التي تحرض على نظام الحكم وتهدد أمن واستقرار الوطن ومنها جماعة الإخوان.
وهنا السؤال هل ستستجيب تركيا للطلب الإخواني؟
في إجابة عن هذا التساؤل رجح الدكتور أيمن سمير الخبير في العلاقات الدولية ألا توافق أنقرة على هذا الطلب وأوضح أن أنقرة تعيد بناء دورها في المنطقة بما يتلاءم مع حقائقها الخاصة من جهة وبما يتلاءم مع متطلبات التعاون مع محيطها الدولي والإقليمي من جهة أخرى بما يتيح لها أن تلعب دورا إيجابياً إلى ذلك رأى أن السياسات التركية السابقة راهنت على إمكانية استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية إلا أن شعوب المنطقة رفضتها فانتهى مشروع الإخوان المسلمين الارهابية بالإفلاس التام.
واعتبر أن هذا المشروع الإخواني الارهابي التوسعي كشف عن نفسه عندما عجز عن إدارة السلطة في تونس ومصر ليدفع هذين البلدين إلى حافة الهاوية ويتحول إلى مشروع ميليشياوي في ليبيا يتصارع من أجل النفوذ والمال بقوة السلاح كما تحول إلى مشروع إرهابي في سوريا مؤكدا أنه مع إفلاس المشروع أفلس التطلع التركي وأفلست معه النظرة العثمانية نفسها إلى المنطقة كما رأى أن مشروع العثمانية الجديدة الذي رفعه سابقا أردوغان سقط الآن، وبالتالي لم يعد الرئيس التركي يحتاج لجامعة بديلة للأزهر كما يسعى الإخوان ولا منازعة دول المنطقة ومؤسساتها التاريخية والراسخة.
وختم حديثه قائلاً إن هناك متغيرا رئيسيا في مقاربة أردوغان الجديدة ألا وهو التخلي عن الإسلام السياسي كأداة من أدوات التدخل في شؤون المنطقة العربية فضلا عن التهاء أنقرة بالبحث عن سبيل عملي لمعالجة مشاكلها الاقتصادية.