الأحد 19 مايو 2024 09:22 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الزمالك يتقدم على نهضة بركان بهدف في الشوط الأول رياضة النواب تناقش عددا من طلبات الإحاطة بشأن نقص الخدمات في محافظات القليوبية والفيوم وقنا السفير شن يؤكد اهمية تنظيم مباريات الصداقة والأخوة بين تركيا ومصر على مستوى المنتخبات الوطنية ‏والأندية‎ ضوء أزرق يُضئ السماء الإسبانية والبرتغالية أحمد حمدي يسجل هدف تقدم الزمالك أمام نهضة بركان تأجيل محاكمة عاطل وزوجته وآخر لإتهامهم بقتل نجل زوجته بشبرا الخيمة للأربعاء القادم خناقة أمام مدرسة.. تفاصيل إصابة 4 أشخاص من عائلة واحدة بطلقات نارية على يد طالب إعدادي في قنا كلاكيت تانى مرة.. الارسنال يخسر لقب الدورى الإنجليزى فى الجولة الاخيرة هل تتجاوز إسرائيل الخطوط الحمراء في رفح وتستفز مصر عسكريّا؟! بيراميدز يواصل الانفراد بصدارة الدوري بالفوز على الإسماعيلي بهدفين من ضمن قصار القامة طه عماد يحصل على الموظف المثالى لعام 2023 بأحد فنادق الغردقة المان سيتى بطلا للدورى الإنجليزى للمرة العاشرة فى تاريخه والرابعة على التوالي

مقالات

صناعة الإرهاب تبدأ بالغلو(2)

د. صابر حارص
د. صابر حارص


بقلم : د. صابر حارص

محاولة التفكير والبحث عن تفسير لما حدث في مسجد الروضة بالعريش، وتقليب الموضوع من كافة وجوهه يجسد خطورة الغلو في الدين، الغلو الذي أدى إلى مقتل ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب وتمرد جيش العراق عليه وظهور اكبر فتنة في تاريخ الإسلام أدت إلى مقتل الحسن والحسين أحفاد رسول الله وظهور الخوارج والشيعة والصراع مع اهل السنة حتى يومنا هذا.
الغلو الذي تهاونا به واعتقدنا انه مجرد جماعة ارهابية يمكن القضاء عليها أمنيا، ظهر هذا الغلو حديثا في السبعينات على يد التكفير والهجرة، والتوقف والتبين، وجماعة الجهاد، ثم احيانا لدى الجماعة الإسلامية.
الغلو فكر مؤسس خطأ من القرآن والسنة، عاد مرة أخرى ليظهر لدى الدولة الاسلامية في الشام والعراق (داعش) وأنصار بيت المقدس بسيناء، في كل مرة يظهر فيها الغلو يكون الواقع السياسي غطاء ثمينا وسميكا له.
فداعش ظهرت عقب الإبادة الجماعية التي يمارسها الشيعة على اهل السنة في العراق، وعقب اجتياح القوات الأمريكية لبغداد، وأيا ما كان الأمر فإنه يبدو للوهلة الأولى ان هذا دفاع ومواجهة للظلم والعدوان ، غير أن الحقيقة المرة هي ابتلاع جماعات الغلو طعم السم الذي قدمته مخابرات الموساد والسي اي إيه، لتتحول المنطقة إلى حالة من الفوضى والدمار التي اجهزت على اهل السنة واضعفت دولهم.
الغلو الذي اوقف التنمية والنمو في الدولة المصرية وأضاع عليها فرصة الانطلاق وتأسيس الحكم الرشيد، الغلو الذي جعل من التفجير والإرهاب جهادا في سبيل الله وإقامة مجتمع الإسلام العادل، الغلو الذي وصل باصحابه إلى تفجير بيت من بيوت الله وإبادة305 دفعة واحدة، الغلو الذي حول دينيين إلى كلاب مسعورة تنهش وتفترس الطفل والشيخ والطبيب والإمام.
الغلو في مجتمع ما هو أعظم هدية يستغلها الأعداء لنشر الفوضى وترويع الآمنين وتعطيل الطاقات وتفجير دور العبادة وحصد الأنفس وهدم المصانع وتخريب الممتلكات.
معالجة الفكر التكفيري وأنماط التعصب والغلو وسد الطريق عليه بثقافة الاعتدال والوسطية والتسامح هو الفريضة الغائبة لدى النخبة والاعلام في مصر، معالجة الفكر التكفيري وأنماط التعصب والغلو وسد الطريق عليه بمحاسبة المتطاولين على الأزهر والدين ورموزه وقيمه هو الفريضة الغائبة في الاعلام المصري.
دعك من داعش فما حدث يؤكد انها تلفظ أنفاسها قبل طلوع روحها على يد ابطالنا من الجيش والشرطة، وتأمل بقاء ثقافة التعصب والغلو في الجامعات والبيوت و منصات التواصل الاجتماعي، هذه الثقافة هي الأخطر على مستقبل الوطن والاوطان.
الغلو والتطرف هو اعتقادك بأنك على صواب وان الآخرين على خطأ، أو اعتقادك انك الأكثر صوابا، أما الإرهاب فهو انتقالك لتطبيق هذا الصواب بالقوة أو بالسلاح.