السبت 27 أبريل 2024 08:04 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
امريكا ترجح براءة بوتين من جريمة قتل المعارض نافلني كيف نجحت امريكا في احتواء الصراع الايراني الاسرائيلي في المنطقة ومنعت توسع الحرب الامريكي ؟ إلى أين ستنتقل حماس من قطر وهل المحطة القادمة الي سلطنة عمان ام تركيا ؟ في ذكري مرور 68 عام على إنشاءه تعرف على مركز تسجيل الآثار وأهم إنجازاته العلمية في مجال العمل الأثري هل تعيش البشرية أجواء 1939 قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية ؟ خالد الصاوي: أحتفظ بأرشيفي منذ ٣٥ عاما والرقمية تخدم توثيق لحظات الفنان الهامة هل تقيم اسرائيل مستوطنات جديدة في وسط غزة علي محور نتساريم ؟ عمر جابر: المباراة في أيدي اللاعبين.. و سنتعامل مع الطقس الحار مركز تدريب التجارة الخارجية يفوز بجائزة ”المساهمة المتميزة” في تنمية وتطوير التجارة من هي البروفسيرة نعمت شفيق المصرية الاصل رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية؟ جوميز: هدفنا حصد لقب الكونفدرالية.. و «شيكابالا» خارج مباراة دريمز متي ينتظم محمد الشناوى فى تدريبات الأهلى الجماعية قبل نهائى أفريقيا؟

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: مراجعات سياسية واجتماعية قبل الانتخابات الرئاسية

النائب والإعلامي أسامة شرشر
النائب والإعلامي أسامة شرشر

هل آن الأوان أن تعترف الحكومة ببعض الأخطاء والخطايا التى تم ارتكابها ضد المواطن المصرى الذى يعانى ليلًا ونهارًا ليس من ارتفاع الأسعار فقط، ولكن من حصار فى حرية الرأى والتعبير التى يعلن عبرها رفضه كل ما يدور حوله من بعض الأجهزة التنفيذية التى أصابها الخلل والفساد والعجز عن القيام بدورها، فضلًا عن مجالس لها صبغة سياسية لكنها ليس لها علاقة بالسياسة ولا تمثل إضافة للدولة المصرية بل تحولت إلى عبء على الدولة، حتى وصل الحال لهروب الكفاءات والشرفاء والمستقلين أمام الغوغاء والمطبلاتية والمدّعين الجدد؟!.

لقد تابعت ما دار داخل أروقة الحوار الوطنى من نقاش حول استمرار القائمة المطلقة فى الانتخابات البرلمانية والمحلية القادمة، وأدهشنى غياب المراجعة السياسية؛ فلا توجد دولة فى العالم الآن تستخدم هذه القائمة المدمرة التى لا تفرز برلمانات حقيقية بل تفرز نماذج ونوعيات من الموالين أو ما يُسمَّى بالأغلبية الميكانيكية التى تبدو كآلات تقف ضد مصلحة الدولة والوطن والمواطن المصرى من خلال تشريعات وقوانين تحتاج إلى لوغاريتمات لتنفيذها على أرض الواقع، فالبيئة التشريعية هى الأخرى تحتاج إلى فهم الواقع ومطالب الجماهير، وهكذا كانت المجالس البرلمانية التى تأتى عبر انتخابات حقيقية أداة وصوتًا ومتنفسًا حقيقيًّا يعبر عن آمال وآلام المواطنين فى كل مكان.

ولهذا أرى أن المراجعات ضرورية؛ لأن المعارضة أصبحت معارضة صورية وشكلية، حتى أصبح ما يجرى داخل أروقة الحوار الوطنى يدعو للألم والحزن الشديد فى استبعاد قامات وعناصر حزبية ومستقلين ضد الحكومة ولكنهم فى صف الوطن والشعب.

فيجب أن تتم مراجعات سياسية واجتماعية واقتصادية حقيقية قبل الانتخابات الرئاسية، نعترف فيها بأخطائنا حتى نسير فى الاتجاه الصحيح وليس الاتجاه المعاكس فى بعض الملفات كما يجرى الآن.

والناس يتساءلون: إلى متى يستمر هذا الحصار السياسي؟ أما آن الأوان لفتح نوافذ وشبابيك وأبواب مغلقة وكان غلقها مطلوبًا كضرورة فى مرحلة معينة كان فيها سيولة وخطورة سياسية فى الوطن واختلط فيها الحابل بالنابل، وكان هذا أحد تداعيات الجماعات الظلامية التى أرادت بيع الوطن وهدم الحدود بحجة أن بلاد المسلمين بلادهم وليس أوطانهم الحقيقية ولا يعترفون بسيادة الدول وحدودها لأنهم خارج الزمن وقال كبيرهم مهدى عاكف قولته القبيحة: «ما الوطن إلا حفنة من تراب».

لقد تخلصنا منهم وكانت عناية السماء ترعانا ودعوات الشعب المصرى استجيبت، فبدلًا من بقائهم فى الحكم 500 عام كما كانوا يزعمون انتهى حكمهم فى أقل من سنة ونفضت مصر برجالها عن نفسها جماعة الإخوان وشرورها.

أما الآن فنحن فى وضع نحتاج فيه إلى مراجعات لبناء مؤسسات جديدة ووطن جديد بعد أن كنا فقدنا كل شىء، فعندما تعود مصر إلى أبنائها لا تُفرق بين مؤيد ومعارض ولا يتم الاختيار على حسب الموالاة، بل على حسب الكفاءة والأفكار الجديدة، حتى لا يكون التراجع بهذه الصورة التى لا يصدقها عقل أو منطق، من خلال حكومة تسببت بعض سياساتها فى إفساد حياة المواطنين بواسطة ترسانة من القوانين غير القابلة للتنفيذ على أرض الواقع وارتفاع الأسعار بصورة جنونية.. صحيح أن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أثرتا على العالم كله وتأثر بهما الجميع وكذا نحن فى مصر، خاصة مع ارتفاع أسعار الحبوب والعديد من السلع لتأثر سلاسل الإمداد، فضلًا عن عوامل أخرى عديدة ظلت لفترة تتحكم فى حركة التجارة وطبيعة الإنتاج، ولكن الجميع تعافى برؤى جديدة وتخطيط منضبط، وليس بفرض الضرائب والإتاوات التى تنعكس بصورة سيئة على الاقتصاد وتؤدى إلى هروب المستثمرين المصريين قبل الأجانب، من خلال ما يُسمَّى بالأموال الساخنة وهى أموال ضخمة لا يُستهان بحجمها.

إن العالم يتغير من حولنا، حتى رأينا دولًا عربية وإفريقية وليست دولًا غربية تحقق معدلات تنمية كبيرة من خلال الاستثمارات وعوائدها التى تعود على المواطن بالدرجة الأولى، وقد كانت مصر مدركة كل هذه التطورات وكانت آمالنا كبيرة فى تجاوزها والتعافى من خطرها وآثارها إلا أننا نسمع كثيرًا من الشعارات ولا نرى شيئًا، والعجيب أننا الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تعانى وتصرخ من نقص العملة الصعبة والدولار، وكأنه حُكم على الشعب أن يظل يعانى وهو لا يعلم السبب فى عدم توافر العملة.. فمصر غنية بثرواتها، إلا أن عدم التخطيط وغياب الخطط المستقبلية ينعكس على البشر فوق الأرض بمزيد من المعاناة والغضب والرفض، فلم يحدث فى تاريخ مصر الحديث أن عانى المصريون هذه المعاناة وكل هذه السنوات المتواصلة.

  • نحن نريد مراجعات سياسية واقتصادية واجتماعية تقودنا إلى حكومة اقتصادية تنسف ما جرى فى السنوات السابقة.
  • نريد مجالس محلية منتخبة تعبر عن صوت المواطن وتنقل معاناته للسلطة التنفيذية التى أصبح بعض موظفيها محصنين بالفساد ضد العقاب.
  • نريد انتخابات برلمانية بالقائمة النسبية يمثل فيها الأحزاب والمستقلون.
  • نريد انتخابات رئاسية تعددية، ولا يهمنا كمصريين وجود مراقبين أجانب من عدمه، المهم أن يرى العالم مشهد المصريين وهم يختارون رئيسهم بأنفسهم، وألا يكون هناك ترصد لمن يرى فى نفسه القدرة والكفاءة للترشح.

وقد رأينا بالأمس القريب انتخابات تركيا الرئاسية وأُعجبنا بها، رغم مرور أيام قليلة قبلها على زلزال مدمر قتل وأصاب آلاف البشر، إلا أن الله حمى مصر من هذا الزلزال المدمر، لكننا للأسف الشديد نعانى من زلزال الفساد الذى ضرب المواطن فى مقتل وجعله يصرخ من فواتير الكهرباء والماء وأسعار المواصلات والسلع والخدمات، حتى ظن المواطن أنه إذا أراد أن يتنفس فعليه أن يدفع فاتورة التنفس على كل نَفَس.

فهل سنعيش ونرى مصر أم الدنيا بإنتاجها وبعلمائها ومثقفيها وأزهرها وكنيستها، لتكون مصر الكبيرة فى مكانتها المستحقة، ويحيا فيها المواطن بعزة وكرامة، ويجد فيها الأمان المادى والمعنوى لبيته ولأولاده ولا يضار فى قوت يومه؟!.

لأن ما يجرى بكل المقاييس والمعايير لا يقبله أى إنسان حر.. وقد كسر المواطن المصرى بصبره وتحمله كل توقعات أعداء الوطن، وإذا كان الإمام على بن أبى طالب- رضى الله عنه- قال: «عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهرًا سيفه»، فالعجب المثير للفخر من المواطن المصرى الذى تحمل الكثير بصبر ووعى كبيرين.

فلذلك نحن فى مرحلة فى غاية الدقة وغاية الحساسية، لأن هذا الشعب العظيم قد صبر كثيرًا وأعتقد أنه صبر أكثر وأطول من سيدنا أيوب نفسه.

أما آن الأوان أن يستريح هذا الشعب؟

أما آن الأوان أن يجد حد الكفاية؟

أما آن الأوان ألا يُحاصَر بالضرائب والفواتير الباهظة من كل اتجاه؟

أما آن الأوان أن نتصدى للفاسدين والمحتكرين الذين يعبثون بثروات هذا الوطن؟

وهل يُعقل أن يصل سعر طن الحديد فى مصر إلى 40 ألف جنيه ونجده فى تركيا ودول أخرى لا يتعدى 20 ألف جنيه؟ فأين الأجهزة الرقابية؟ وأين أجهزة منع الاحتكار وحماية المستهلك؟ هل لغرض الإتاوة يُترك الفاسدون لنهب خيرات هذا الوطن؟!.

هذه رسالة صادقة مكتوبة بحبر المحبة لهذا الوطن فى توقيت يحتاج للمواجهة ونشر الحقائق أمام هذا الشعب العظيم، لكى يجد طريقه للبناء والتنمية، الذى أؤمن أنه يبدأ بالتعليم ثم التعليم ثم التعليم، فهو بداية لنهضة أى أمة بعيدًا عن لغة الجدران الأسمنتية.. صحيح أننا حققنا طفرة فى قطاع البنية التحتية والطاقة والكهرباء إلا أن الفولت العالى للأسعار أصبح يحرق المصريين بالفواتير التى تصيب الشعب بالمرارة والاكتئاب.

ومع هذا دعونا نتفاءل ولو لمرة واحدة، لنشم نسيم الرأى والرأى الآخر، وأن نتنفس نسيم حرية التعبير وأن نفتح الأبواب والشبابيك لأن الأمن القومى مسئولية كل مواطن، والشعب المصرى هو أكثر شعوب الدنيا حبًّا لوطنه وأرضه ومقدساته.

فما يجرى يحتاج إلى وقفة حقيقية ومواجهة للذات، وكما حدث فى البنية التحتية، يجب أن يكون هناك رؤية جديدة فى حق الإنسان المصرى فى أن يكون آمنًا على مستقبله وحياته، فإما نكون أو لا نكون.

ارحموا هذا الشعب العظيم

يرحمكم الله.