الجمعة 17 مايو 2024 05:10 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوادث

تحقيق… ”جريمة من أجل الترند”.. تنمر وفجور واتجار بالبشر وسائل صناع محتوي ”تيك توك” لزيادة التفاعل

”جريمة من أجل الترند”
”جريمة من أجل الترند”

لم يكن الجدل المصاحب لمواقع التواصل الاجتماعي الحديثة وفى مقدمتها "تيك توك" من فراغ، ولكنه نتيجة لما قدمه بعض صانعو المحتوي من مواد تعج بالمخالفات القانونية والإخلاقية، لهثًا خلف زيادة التفاعل والمشاهدات، جرائم تنوعت ما بين التنمر والتحريض على الفسق، ومخالفة قيم المجتمع، وحتى الاتجار بالبشر، ارتكبها أصحابها وهم فى طريق البحث عن "الريتش"، و"الترند".

خدش الحياة

التحريض على الفسق والفجور الجريمة الأكثر شهرة على تلك المواقع، اتهمت بها العديد من فتيات "تيك توك"، وصدر ضد بعضهم أحكامًا قضائية، ومؤخرًا ظهرت "دينا أم لبانة" والتى نشرت عدد من الفيديوهات الخادشة للحياء على موقع "تيك توك"، حتى تم القبض عليها بتهمة التحريض على الفسق والفجور وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وإذاعة فيديوهات لا تتناسب مع قيم المجتمع.

الاتجار بالبشر

الأمر لم يقف عند التحريض على الفسق، بل تعاده للاتجار فى البشر، البلوجر "ه.س" وشهرتها "أم زياد" نشرت مقطع فيديو عبر "تيك توك" تظهر خلاله برفقة أطفالها الثلاثة، وتدعى اكتشافها إقامة أحد أبنائها علاقة جنسية مع شقيقته، وأنها شاهدت محادثة بين ابنها وآخر عبر هاتفه المحمول تتضمن رغبته في إقامة علاقة جنسية معها، المتهمة والتى ألقى القبض عليها ارتكبت جريمة هتك العرض والاتجار بالبشر باستغلال الأطفال لجذب المشاهدين وتحقيق الربح من خلال رفع نسب المشاهدة.

التنمر

التنمر ربما يجذب المشاهدات ولكنه جريمة تضعك تحت طائلة القانون، إبراهيم مالك أحد مشاهير ال"تيك توك" ألقى القبض عليه بتهمة التنمر والتحريض على الفسق، بعدما نشر لايف على المنصة، مع فتاة عربية، وخلال اللايف سألته الفتاة قائلة: "معاك كارت فيزا؟"، ليرد: "معييش كارت فيزا"، وقالت الفتاة لـ إبراهيم مالك: "أومال بتحاسب الدليفري إزاي؟.. كاش؟"، ليرد عليها قائلًا: "أنا مبدفعش ودول شغالين عندي"، وكان ذلك الرد سبب فى غضب الجمهور من تنمره على الدليفري، والقبض عليه فيما بعد.

التتبع والرصد

يقول اللواء خالد يحي الخبير الأمني، إن عملية رصد وتتبع صفحات المتهمين بارتكاب جرائم تستوجب العقوبة على مواقع الإنترنت بشكل عام ومن بينها "تيك توك"، باتت سهلة بحكم التطور التكنولوجي، فبعد رصد تلك الصفحات وما تقوم به من مخالفات، يتم التنسيق مع الجهات القضائية، لتتبعها وتحديد موقعها الجغرافي، ومن ثم القائمين عليها، وبعد صدور إذن من قبل الجهات القضائية يتم ضبطه، كما أشاد بدور وحدة الرصد والتحليل التابعة للنيابة العامة، فى رصد كافة ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، والتى تستدعي تدخل قضائى.

القانون يتصدى

يقول المحامي عبد الحميد رحُيم، إنه لا فرق بين الجريمة التى تحدث على المواقع الإليكترونية أو التى تحدث على أرض الواقع، مشيرًا إلي أن نشر الفسق والفجور على جريمة عقوبتها الحبس لمدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه، أما من أعلن بأى طريقة من طرق الإعلان دعوة تتضمن إغراء بالفجور أو الدعارة أو لفت الأنظار إلى ذلك، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على مائه جنيه.

وعن عقوبة جريمة الاتجار بالبشر يقول "رحُيم" يُعاقب كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر بالسجن المشدد وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائتي ألف جنيه أو بغرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر، إما عن عقوبة التنمر فهي الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه، ولا تزيد على مائة ألف ‏جنيه.

شخصيات مضطربة

أسباب لجوء صانعوا المحتوى لتلك الحيل غريبة، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الأشخاص الذين يرغبون فى الشهرة لديهم العديد من الدوافع من بينها كسب المال، وتعويض العاطفة المفقودة لديهم بـ"لايك" و"كومنت"، وأن بعضهم يبدأ فى تقديم تنازلات وارتكاب أفعال مجرمة مقابل العائدة المادي الذي سيرجع عليهم لتحقيق أكبر عدد من المشاهدات، وهم ما يعرفون فى علم النفس بـ"الشخصية السكوباتية".

وطالب "فرويز"، بضرورة تربية النشء على بالأخلاق والقيم الاجتماعية، وتغليب ثقافة الحلال والحرام، لبناء جيل جديد لديه وحس أخلاقي، ومن ثم تغليظ العقوبات، وأن تكون معلنة وسريعة حتي تحقق الردع، وتنتهي تلك الجرائم من على صفحات "السوشال ميديا"، التى انتشرت بشكل كبير داخل مجتمعنا، وخاصة بين الفتيات.