الجمعة 17 مايو 2024 05:11 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

بكالوريوس بعد الخمسين.. كريمة تتحدى المرض وتستكمل تعليمها العالي

كريمة تتحدى المرض وتستكمل تعليمها الجامعي
كريمة تتحدى المرض وتستكمل تعليمها الجامعي

حياة مليئة بالتحديات المختلفة عاشتها «كريمة» بداية من مرض السرطان الذي فاجأها بزيارته غير المرحب بها، ثم الرغبة في استكمال التعليم الجامعي في عمر الـ 50، هذه بداية قصة كريمة يوسف، 50 عامًا، محاربة سرطان، حاصلة على بكالوريوس كلية تجارة جامعة عين شمس.
«الدكتور بلغني بوجود نزيف داخلي في الثدي وورم ولازم أدخل العمليات، وقتها اتصدمت وماكنتش متخيلة كل التطورات اللي حصلتلي فجأة» بهذه العبارات المليئة بالدهشة قررت أن تبدأ كريمة المرأة الخمسينية قصتها لـ «النهار»، حيث أنها علمت من الطبيب بعد فحصها هذه التطورات وحالتها الصحية وإصابتها بالمرض الخبيث بعد تخيلها أنه مجرد كيس دهني فقط مصابة به.
حالة من الحزن صاحبت كريمة وابنها الذي كان يرافقها أثناء عملية الفحص في مستشفى بهية لعلاج أورام الثدي في يوم مليء بالغيوم والسيول مع قلب مليء بالقلق والخوف من تطور حالتها، معبرة عن حالتها في هذا التوقيت:«كنت حاسة أني هواجه وحش، ولكن ياترى هقدر عليه ولا هيهزمني».
قرر الطبيب بعد إجراء الإشاعات الطبية اللازمة أنه ضروري للغاية استئصال الثدي والغدد، حيث أن هذا القرار على الرغم من جديته لسلامة الحالة الصحية قبل تطور المرض، إلا أنه كان سببًا في انهيار «كريمة» وأسرتها على الرغم من حالة التماسك التي كانت تحاول رسمها على وجهها إلا أن البكاء سيطر عليها بسبب ما حدث لها من تطور مفاجئ:«عرفت بعدها أنه لازم أخذ الكيماوي بعد العملية، وقتها قولت لأختي أنا مش هستحمل هموت منه».
بعد ترقب لحالة «كريمة» أوضحت التحاليل الخاصة بها أنه سيتم الحصول فقط على العلاج الهرموني ولا تمر بالكيماوي، قائلة:« وقتها فرحت أوي وقولت خلاص كده هأخذ برشام بس، وعيلتي كلها وقفت معايا».
مرحلة انتقالية عاشتها المرأة الخمسينية بعد إجرائها عملية البناء، حيث تجدد الأمل داخلها وأصبحت أكثر تأثيرًا من خلال حضور النداوت التوعوية المختلفة في الصرح الطبي، والمشاركة في المؤتمرات الطبية وغير ذلك، كما أنها أيضًا اهتمت بهواياتها المختلفة بداية من الطهي وإعداد الأكلات الشهية واللذيذة الشهيرة بها ومشاركتها في مسابقات ولم تتوقف عند هذا الحد، حيث أنها أيضًا شاركت في الكثير من الورش الفنية واليدوية في المستشفى وأصبحت من أكثر المدربات احترافية في تعليم الأعمال اليدوية.
«ربنا أدني المرض علشان يحي كل حاجة حلوة جوايا».. بهذه العبارة استكملت أيضًا «كريمة» الكثير من الإنجازات المختلفة في حياتها من خلال ممارستها لهواياتها المختلفة من طهي أشهر المأكولات والحلوى والمشاركة في المسابقات التي تقوم بتنظيمها المستشفى، حتى اتخاذها قرار استكمال التعليم الجامعي على الرغم من مرور الكثير من الأعوام على القيام بهذه الخطوة التي قد تبدو متأخرة.
«مفتش الآوان أني أخد خطوة التعليم واللي شجعني على ده أخواتي».. عبرت «كريمة» عن رغبتها التي كانت مُلحة في استكمال التعليم الجامعي رغم توقفها عن هذا القرار مُنذ كانت شابة صغيرة بعد استكمال مرحلة الدبلوم التجاري، لذا فكان أقرب مجال تلتحق به هو التقديم في كلية تجارة جامعة عين شمس لتحصل على القبول وتبدأ في الدراسة داخلها ولم تكتفٍ بذلك فقط حيث أنها دومًا تكون من أوائل دفعتها من خلال الحصول على أفضل التقديرات لتحصل على بكالوريوس كلية تجارة جامعة عين شمس.

موضوعات متعلقة