الأحد 28 أبريل 2024 09:53 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نقابةالمهندسين بالإسكندرية ..تكرم الأمهات المثاليات أول رد فعل من حسين لبيب بعد تأهل الزمالك لنهائي الكونفدرالية يرددون الترانيم ويحملون السعف .. شاهد احتفالات الأقباط بالكنيسة الفرنساوي بالإسماعيلية بأحد الشعانين الزمالك يتأهل لنهائي كأس الكونفدرالية بفوزه على دريمز الغاني بثلاثية نظيفة مانشستر سيتي يهزم نوتنجيهام بثنائية ويواصل مطاردة آرسنال على صدارة الدوري الإنجليزي القبض على المرشحة الرئاسية لحزب الخضر جيل ستاين فى احتجاجات جامعة واشنطن مصدر رفيع المستوى: زيادة مساعدات قطاع غزة اعتبارًا من الأسبوع المقبل شكرى يؤكد لنظيره النرويجى ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة الزمالك يعزز تقدمه بالهدف الثالث أمام دريمز الغاني ويقترب من نهائي الكونفدرالية 30 % تخفيض بأسعار السمك.. نتائج إيجابية باجتماع غرفة بورسعيد لمناقشة ارتفاع أسعار الأسماك جاره طلب فدية ربع مليون.. أمن قنا ينجح في استرجاع صغير بعد اختطافه ب24 ساعة الغرفة التجارية ببورسعيد تطالب منسق حملة مقاطعة الأسماك بانهاءها..وتعد بتخفيض في الأسعار خلال أسبوع| خاص

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: انتبهوا.. النصابون قادمون

النائب أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
النائب أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

نعيش الآن فى أخطر مرحلة من مراحل النصب التى تستخدم التكنولوجيا الحديثة فى الإيقاع بالضحايا، وهى مرحلة النصب بالوكالة على المصريين مثلما الحرب بالوكالة على الشعوب المظلومة.

فالأحداث سريعة ومتلاحقة، فى مسلسل النصب المستمر على المواطنين؛ حتى وصل الأمر إلى 5 مليارات جنيه، وهذا هو المعلن فى قضية الرمال البيضاء، ثم نفاجأ باستغاثات وصرخات المواطنين فى قضايا جديدة.

الأمر الخطير هو أنه لا أحد يتعظ ونفاجأ بنوع من النصب الإلكترونى من خلال تطبيق جديد يسمى هوج بول، والأرقام التى ذكرتها النيابة العامة مبدئيًا ملايين الجنيهات، وما خفى كان أعظم.

السؤال المحير والعجيب هو: لماذا يقع المصريون بين الحين والآخر ضحايا لعمليات نصب منظمة بداية من شركات توظيف الأموال ومرورًا بالمستريحين الجدد ووصولًا إلى الرمال البيضاء وآخرها عن طريق الإنترنت؟!

فالمبالغ التى دفعها المصريون تدعو للحسرة والغضب، خصوصًا أن تركيبة المواطن المصرى كانت محصنة ضد أى نوع من أنواع الفساد والنصب المادى..

فماذا حدث؟!

الأمر يحتاج إلى خبراء ودراسات نفسية واجتماعية وعلمية للإجابة عن هذا التساؤل الخطير.. لأنه من العجيب أن يصبح هناك فئة من المصريين بهذه السذاجة والتعرض للنصب المستمر، أم أن سماسرة النصب يبتدعون ويبدعون بحيل وأفكار جديدة تلائم المتغيرات التى يمر بها العالم؟ فبالرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها المصريون بسبب سماسرة الأزمات والحروب والمحتكرين الجدد والمافيا الجديدة التى أصبحت تشكل «لوبى خطير» على المجتمع المصرى، ما زلنا نسمع بين حين وآخر عن قضايا استيلاء على أموال المصريين بسهولة وبساطة.

ونحن نتساءل: لماذا قام الضحايا من بعض المصريين بتسليم أموالهم لأشخاص لم يسبق لهم مقابلتهم ولو مرة واحدة فى حياتهم وبينهم غير مصريين كما كشفت التحقيقات؟ رغم أن هذه الأموال لم يجمعها أصحابها بسهولة، بل هى نتاج سنوات من الغربة والشقاء أو سنوات من العمل الكادح! بل وصل الأمر ببعض الناس إلى أنهم باعوا بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم، حتى إن إحدى الضحايا دفعت للنصابين أموال جهاز عرسها!.

وهذه هى الطامة الكبرى أن تركيبة المجتمع المصرى تغيرت فى السنوات الأخيرة بشكل سريع، وسيطرت شهوة الربح والمكسب السريع وجمع الأموال بأى طريقة على البعض، وخاصة من الشباب والفتيات، الذين أصبحوا لقمة سريعة الابتلاع لهؤلاء النصابين الجدد، لا سيما أنهم يسمعون ليل نهار عن مبالغ خرافية يجنيها بعض المرتزقة الجدد من مواقع التواصل الاجتماعى، التى أصبحت وبالًا على المصريين وهدمت كثيرًا من القيم والثوابت الاجتماعية فى ظل أحداث سريعة وجرائم عديدة الاتجاهات وعابرة للبلاد والعباد.

فالمحتالون والنصابون الجدد يقومون بإغراء ضحاياهم بأرباح خرافية فى البداية مقابل مبالغ بسيطة، وعندما يجد بعض المصريين أرباحًا فعلية يقومون بالاشتراك بمبالغ أكبر ليجنوا أرباحًا أكثر؛ ما يخلق نوعًا من الطمأنينة والأمان، فيقوم هؤلاء الضحايا بنشر الخبر بل إقناع أقاربهم ومعارفهم للاستفادة من هذه الأرباح الخرافية التى تكون عادة أضعاف فوائد البنوك، وهذا الأسلوب فى النصب معروف عالميًّا بـ(سلسلة بونزى للنصب)؛ نسبة إلى النصاب الأكبر (تشارلز بونزى) الذى ذاع صيته واسمه فى التاريخ الأمريكى، بأنه كان صاحب فكرة واختراع (الدفع للضحايا من أموال الضحايا) لإقناع ضحايا جدد بدفع المزيد من أموالهم؛ حتى تنفجر فقاقيع الوهم فى وجه هؤلاء الضحايا الذين دفعوا (شقا عمرهم) برضائهم ورغبتهم المبنية عادة على الطمع وشهوة الربح السريع، وضرب كل اللوائح والقوانين والثوابت عرض الحائط للحصول على أكبر مكسب مادى يشفى طمعهم ونفسيتهم المسمومة بالمتغيرات الاجتماعية سواء من الداخل أو الخارج.

ولكن الخطير فى هذه القضية والذى يجب أن يدق جرس إنذار للجميع وأن يحرك الإعلام والصحافة والحكومة من خلال البنك المركزى والبنوك المصرية للقيام بحملة توعية ضد هذا النصب، أن شبكات النصب الآن معظمها من الأجانب من خارج البلاد، وهذا أمر مستحدث وفى غاية الخطورة؛ لأنه يضرب الاقتصاد المصرى فى العمق، ولا أستبعد أن تكون هذه الخلايا الأجنبية على تواصل مع الخلايا الإخوانية، من خلال رصد ما يجرى فى الشارع، ومحاولة خلق أزمات وشائعات فى العمق المصرى، وهى ما تسمى بالحروب النفسية والاجتماعية وليس حروب الجيل الرابع أو الخامس، بل هى حروب الجيل العاشر.

وهذا الاختراق المادى الجديد يحظى بدعم من شبكات داخلية وخارجية لمحاولة ضرب الجبهة الداخلية للمصريين الذين كانوا يمتازون بالوعى الجمعى القادر على كشف هؤلاء النصابين الجدد، الذين أصبحوا خطرًا حتى على البنية المجتمعية، ويكفينا «المستريحين الجدد» وشبكات النصب الإلكترونية الذين أصبحنا نسمع عنهم كل يوم، حتى أصبحوا حديث الشعب المصرى، وهم الوجه الآخر للمحتكرين الذين يضاربون بأسعار كل شىء من السلع الغذائية وحتى حديد التسليح، وهم للأسف الشديد بالقانون يغتالون القانون من خلال ثغراته.

ولا بد فى هذه الأزمة التى تمر بها مصر والعالم أن يكون هناك حساب رادع وحقيقى بإعلان أسماء من يتاجرون بقوت الشعب وأموال المصريين على شاشات الفضائيات، وإعدامهم فى ميدان عام؛ حتى يكونوا عبرة فى الداخل والخارج.

وأخيرًا أقولها إنه يجب على الحكومة والبنك المركزى أن يكون لهما دور حقيقى فى توعية المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعى وفى الإعلام؛ لأن آلة النصب أصبحت أقوى من الدعاية للاستثمار.

ويا شعب مصر العظيم.. يجب أن تستثمروا أموالكم فى صناديق استثمارية آمنة، لدى البنوك، وعدم السعى وراء الربح السريع وشبكات الأجانب للنصب والاحتيال؛ لأنها أصبحت أخطر من شبكات التجسس، ولأن زمام الأمور إن فلت فلن يسيطر عليه أحد والضحية هم المصريون البسطاء.

وأخشى أن نصحو غدًا ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم على طريقة نصب جديدة باسم الدين!

ارحموا من فى الأرض

يرحمكم من فى السماء.