الجمعة 3 مايو 2024 05:54 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تكنولوجيا وانترنت

العالم يودع إنترنت إكسبلورر.. جيل التسعينيات يروي ذكرياته مع أشهر متصفح على الويب

بداية من اليوم (15 يونيو) يودع مستخدمو الإنترنت حول العالم متصفح «إنترنت إكسبلورر»، أحد أشهر المتصفحات ذات التاريخ الطويل؛ حيث كانت انطلاقته لأول مرة في عام 1995، كجزء من حزمة الوظائف الإضافية لنظام التشغيل «ويندوز 95».

وفي بداية رحلته، نجح في أن يكون متصفح الويب الأكثر استخداما، حيث بلغ ذروته في نحو 95% من حصة الاستخدام في عام 2003، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ولم يستمر ذلك النجاح، ليحلق به تراجعا لصالح متصفحات أخرى، وذلك بإطلاق «فايرفوكس» عام 2004، و«جوجول كروم» عام 2008، ومع تزايد شعبية أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة مثل أندرويد وآي أو إس، التي لا تدعم «إنترنت إكسبلورر».

ورغم أن العلاقة بينه وبين المستخدمين قد انخفضت وأصابها فجوة كبيرة، إلا أنه يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للكثير؛ حيث كان شاهداً على بداية رحلة غالبية الشباب من أجيال التسعينيات وبداية الألفية في التعرف على الإنترنت، ويميل الإنسان بطبعه في كثير من الأحيان لاستعادة تلك الذكريات الماضية، التي أثبتت دراسة أجراها علماء من جامعة «ساري» البريطانية، أن الحنين إلى الماضي، من خلال استرجاع ذكريات أوقات مميزة في حياتك، أمر مهم جدا للصحة العقلية للإنسان.

وفي هذا السياق، تقول منة الله (23 سنة)، إن تجربتها مع «إنترنت إكسبلورر» بدأت من نحو 15 عاما، مع بدايات اختراق الإنترنت للبيوت المصرية، الذي كان يعتبر في وقتها كنزا، ولم يكن هناك بديل بالنسبة لي في المتصفحات سواه، وكانت واجهة الياهو هي الطابع المميز بالنسبة لي، والتي كانت الألعاب المقترحة على جانبها هي عنصر الجذب بالنسبة لي.

وأضافت: «مع الوقت زادت معرفتي بالإنترنت، وتخطيت مرحلة الاهتمام بالألعاب فقط مع تعرفي على المواقع الأخرى مثل فيسبوك وتوتير وغيرها، لكن ظل الوصول إليها عن طريق إكسبلور، الذي تحولت عنه بعدها لمتصفحات أخرى أفضل من حيث السرعة، وأكثر تطورا، وأصبح إكسبلورر مثل الجار أو الصديق الذي قرر الهجرة، لتبقى رؤيته مجرد صدفة عند استخدامي لأي من المتصفحات القديمة».

ويحكي كامل جمال (21 سنة)، الذي يدرس الحاسبات والبرمجيات، أن تجربته معه كانت من دخول أول خدمة إنترنت (0777) عن طريق التليفون الأرضي فقط، قبل دخول dsl لمصر، والتي كانت تجربة مليئة بالحكايات الطريفة، «أذكر منها أن في عام 2007، احتجت لأكثر من 22 ساعة من أجل تحميل نسخة (fifa demo)، وكان دافعي لتحمل تلك الفترة الطويلة حبي للاعب البرازيلي رونالدينهو، الذي كنت أريد رؤية شكله الجديد في تلك النسخة من اللعبة».

وتابع أن «الواقع الآن تغيّر تماما، فلو طلبت من أحد أن ينتظر لـ20 ساعة من أجل تحميل 1 جيجا، سيتهمني بالجنون، وقد يتطور الأمر لأكثر من ذلك من طرق الإهانة والتسفيه».

ومن جهة أخرى، يقول يوسف بومدين (طالب بكلية الحقوق)، إن بداية تجربته مع الإنترنت كانت وهو في السادسة من عمره، التي كانت وقتها إنترنت اكسبلورر هو البديل الوحيد، «ما جعلني لا أقيم سرعته أو بطئه، ومع ظهور المتصفحات الأخرى الأكثر سرعة، لم تنته علاقتي به، فقد كنت اضطر لأن يكون هو الوسيلة لتحميل تلك البرامج الخاصة بمتصفحات أخرى، ما جعلني أدرك بطئه، وأن قرار استبداله هو الخيار الأنسب».

ويرى أن ذلك كان له انعكاس على شركة مايكروسوفت بتوقفها عن إصدار التحديثات، ما دفع الصفحات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي أن تستغل ذلك في أن تنشر الأخبار والأحداث القديمة وكأنها أخبار عاجلة، وهو الأمر الذي ينال إعجابي كثيرا، ومثالا على ذلك، «جاءت لذهني فكرة أن أشاركهم فكرة خبر بالتزامن مع رحيل المدير الفني للأهلي موسيماني، وهو أن الأهلي يعلن التعاقد مع فايلر، الذي كان تم قبل نحو ثلاث سنوات».

وعلى الجانب الآخر، تقول سلمى (32 سنة)، تعمل بإحدى المكتبات العامة، إن على قدر ما يشاع من مساويء للمتصفح، فإنه لا يزال الأكثر أمانا بالنسبة لحماية المعلومات والبيانات، ما يجعله خيارنا عند تصفح مواقع الفهرسة الإلكترونية، ما يجعل وداعه خسارة كبيرة بالنسبة لي سواء مهنية أو وجدانية