الأحد 28 أبريل 2024 10:15 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
خطوبة تحولت لجنازة. مصرع عروسين ومصور انقلبت بهم السيارة في ترعة بقنا توتال إنرجيز تُطلق مرحلة «دوري المنتخبات» للمرة الأولى في تاريخ بطولة دوري مراكز الشباب لون الخياشيم.. الفرق بين الأسماك الطازجة والتالفة فعاليات فنية وثقافية متنوعة علي مختلف مسارح الاوبرا بالقاهرة والاسكندرية ودمنهور الزراعة : الفرق الإرشادية الريفية تتابع المحاصيل الاستراتيجية في شمال سيناء انطلاق ”ربيع الفنانين” بمشاركة 75 فنان و350 عمل فني .. 17 مايو حملة رقابية مُكبرة بمدينة العبور علي المخابز السياحية والأفرنجية للتأكد من إلتزام المخابز بإنتاج وبيع الخبز بالأوزان والأسعار المُعلنة محمد عبدالمنعم يكشف سر احتفاله المثير للجدل في فوز الأهلي على مازيمبي تفاصيل زيارة سعد لمجرد لقبر أنور وجدي وفريد الأطرش خالد الصاوي: أحتفظ بأرشيفي منذ 35 عاما والرقمية تخدم توثيق لحظات الفنان المهمة الصحافة الغانية تسلط الضوء على تصريحات مدرب دريمز: «الزمالك مثل ريال مدريد» بدون راحة.. الأهلي يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الإسماعيلي

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: زلزال أوكرانيا.. وصراع العالم متعدد الأقطاب

الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

1) لا شك أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى المعرض الدولى للبترول إيجبس 2022، بحضور المهندس طارق الملا، وزير البترول، وكتيبة رجال البترول فى كل الشركات والمواقع- رسالة قوية بأن المعرض أصبح أداة من أدوات القوة الاقتصادية الفاعلة لمصر فى مجال البترول والغاز، بعد أصبح لمصر مركز إقليمى للغاز، ووصلت صادرات قطاع البترول إلى 13 مليار دولار فى عام 2021.

وقد أكدت التقارير الدولية أن الاكتشافات الأخيرة للغاز فى البحر المتوسط فى مصر، ستجعلها خلال 5 سنوات، من أقوى اقتصادات 20 دولة على مستوى العالم.

لقد جاءت الرسائل التى أرسلها الرئيس عبدالفتاح السيسى لكبرى الشركات التى شاركت فى المؤتمر والخبراء والمهتمين بالشأن البترولى، لتعكس أن مصر فى دائرة الحدث البترولى، خصوصًا مع اشتعال الموقف الدولى فى المناطق الساخنة لا سيما بأوكرانيا، مما أدى إلى قفز أسعار البترول إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، بعدما أصبح الغاز والبترول وسيلة ضغط وورقة سياسية فى العالم الذى يتصارع من أجل مصالحه وشعوبه.

فلذلك نحن نؤكد أن العاملين فى قطاع البترول هم جزء من استراتيجية الأمن القومى المصرى الحقيقى؛ لأنهم حائط الأمان فى وصول إمدادات الغاز لكل بيت مصرى فى هذه المرحلة التى ارتفعت فيها الأسعار فى أوروبا إلى أرقام فلكية.

2) لا شك أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، تفوق على نفسه فى إعداد الملفات الخطيرة التى عُرضت فى أخطر مؤتمر وزراء الأوقاف على مستوى العالم، وكذلك حضور الباحثين والوزراء المسئولين من حوالى 75 دولة فى سابقة تُعد الأولى من نوعها فى القاهرة، العاصمة التنويرية التى تحمل لواء التسامح والوسطية ومواجهة التطرف والعنف والفتاوى الشاذة، خاصة فى ظل صدام بين الهوية الوطنية والهوية الدينية التى أصبحت تمثل ورقة خطيرة لتغييب الشباب على مستوى العالم من خلال الانتماء للميليشيات الإخوانية والإسلامية التى هى بعيدة كل البعد عن الهوية الدينية والعقائدية، وأصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا على السلم والأمن العالمى.. فعادت وزارة الأوقاف لممارسة دورها الواقعى والعملى فى مواجهة الهجمة المنظمة والممولة من أجهزة استخبارات عالمية لتجعل شباب دول العالم الإسلامى وقودًا لمحرقة جديدة لا يعرف أحد من تطوله وكيف تنتهى!.

3) رغم اشتعال الآلة الإعلامية العالمية واللعب على المكشوف، لإشعال الصراع بين أمريكا وروسيا، فى موضوع أوكرانيا، ومحاولة كل من الطرفين إثبات مصداقية موقفه السياسى أمام شعبه، أرى أنه لن تحدث مواجهة عسكرية مباشرة بين الدولتين؛ لأن المواجهة المباشرة ستؤدى لحرب عالمية جديدة لا يتحملها العالم، خصوصًا مع التطورات الكبيرة فى الأسلحة والآثار الاقتصادية لجائحة كورونا.

وأيًا كانت صورة الصدام العسكرى إذا تم حتى لو بطريقة غير مباشرة فإن العالم سيتأثر كثيرًا، وخاصة إفريقيا والمنطقة العربية التى ستكون بوابة خلفية لتحمُّل جزء من تكاليف هذه الحرب العسكرية كما حدث من قبل.

الرئيس بوتين يلعب بورقة الغاز والنفط ووضع قيود لحلف الناتو، وأمريكا تريد أن تستعيد دورها بعد المأساة التى سببها بايدن بخروجه المذل فى أفغانستان.. كل هذا يؤكد أننا فى منعطف جديد ينهى عصر أحادية القطب العالمى الذى كانت تقوده أمريكا.. وأصحبت هذه المواجهات تعطى دلالة سياسية وعسكرية واقتصادية أننا دخلنا عصر تعدد الأقطاب فى العالم، وخاصة بعد اللقاء الصينى الروسى الذى يعطى إشارة قوية بأن العالم أصبح يواجه صراعات نفوذ على من يقود العالم فى الفترة القادمة.

فأوكرانيا هى ورقة جس نبض بين الدول الفاعلة فى العالم، وخاصة الصين وروسيا، اللتين أصبحتا تمثلان رعبًا وهوسًا وخطرًا على الإدارة الأمريكية فى هذا التوقيت.

4) نحن فى زمن العجائب واللا معقول من تصرفات بعض الحكومات العربية، ففى سابقة تُعد الأولى من نوعها هناك رئيسان للوزراء فى ليبيا الشقيقة فى وقت واحد.. فكان من المفروض ألا يتم الإعلان عن اسم فتحى باشاغا رئيسًا للوزراء فى الحكومة الليبية إلا بعد أن يتم الاتفاق بين مجلس النواب والمجلس الرئاسى الليبى لحسم موقف عبد الحميد الدبيبة، رئيس الوزراء الحالى، الذى أعلن أنه لن يسلم المنصب إلا بعد الانتخابات.. والأخطر أنه بعد إعلان موقفه هذا ظهرت الميليشيات فى سرت ودرنة ومدن أخرى، وأصبح الشعب الليبى العظيم يدفع فاتورة الخلافات السياسية الداخلية والميليشيات ومحاولة السيطرة الخارجية التى تريد نهب بترول وثروات البلاد.. وما زال الموقف السياسى غامضًا.. والحكومتان فى مهب الريح الشعبى.

5) حى الشيخ جراح فى القدس المحتلة يصرخ كل ساعة ليتم إنقاذه من المستوطنين الإسرائيليين والإبادة التى يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلى، وكأن العالم فى غيبوبة إنسانية لا يسمع صرخات أبناء الشيخ جراح وكل جراح فى الأرض الفلسطينية المحتلة.

فإسرائيل بما تفعله بالتنكيل العلنى واللا إنسانى واللا أخلاقى بالأسرى الفلسطينيين فى سجونها كل يوم- تؤكد أنها تقوم بعملية إبادة ممنهجة ومنظمة للفلسطينيين.. ونحن صامتون!.

6) أطالب الحكومة بأن تدرس بعناية مشروع القانون الذى تنوى التقدم به إلى البرلمان فى الأيام القادمة بخصوص العقوبة على البناء على الأراضى الزراعية من أحكام وغرامات وسجن.. فنحن لا نختلف فى أن البناء على الأراضى الزراعية أصبح أم الجرائم.. ولكنى أهمس فى أذن وعقل المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن يتمهل فى العقوبة المقترحة برفع الدعم التموينى عن أسرة المواطن المتهم بالبناء على الأراضى الزراعية.

فمن ناحية يجب أن يتم الانتظار حتى إدانة المتهم قضائيًا.. ومن ناحية ثانية فإننى أرى أن معاقبة المتهم كافية، والعقوبة يجب ألا تمتد لتشمل الأسرة المصرية، ويجب ألا يتم عقاب أولاده وأسرته بمنع المخصصات التموينية؛ حتى لا تصبح العقوبة مزدوجة، وحتى لا تكون عقوبة جماعية للأسرة.

7) ظاهرة الشابو .. هذا المخدر اللعين الذى يمثل حلقة جديدة فى عالم المخدرات لدى بعض الشباب الذين فقدوا رشدهم بسبب الشابو.. يجب أن تواجه بكل حزم.

وما حدث فى قنا من جريمة اهتز لها الشعب المصرى، حيث داهمت قوات الأمن منزل المتهم المدمن والـ«مسجل خطر»، محمد، البالغ من العمر 29 عامًا والمحكوم عليه فى 17 جناية، منها الإعدام والسجن فى قضايا قتل وفرض سيطرة وقضايا متنوعة وارتكاب مذبحة بشعة ضد أسرته وأقاربه تحت تأثير تعاطى مخدر الشابو.

وعقب تبادل النيران مع الشرطة، أسفر ذلك عن تصفيته، وأثناء تفتيش منزله حدثت مفاجأة، حيث عثرت الأجهزة الأمنية بقنا على 3 جثث متحللة داخل المنزل، فضلًا عن كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة وكميات من مخدر «الشابو» اللعين.

وتبين أن الجثث تعود لزوجتيه وابنته قتلهن المتهم واحتفظ بجثثهن داخل المنزل قرابة 3000 ساعة، ولم يدفنهن حتى تحللت جثثهن على بلاط المنزل.

ونقل مرفق إسعاف قنا جثث قتلى «سفاح قنا» إلى مشرحة مستشفى الجامعة بقنا، وتم وضعها تحت تصرف النيابة العامة، فى الوقت الذى أنقذت فيه الأجهزة الأمنية بقنا ضحية رابعة من الموت، عُثر عليه داخل منزل «سفاح قنا».

وتبين أن «سفاح قنا» كبَّل عاملًا سودانى الجنسية داخل منزله كان يعمل فى محجر مع المتهم، وكان مخططًا لقتله، إلا أن الأجهزة الأمنية أنقذته.

كما عُثر فى منزل السفاح على مدفع "آر. بى. جى" و"2 دانة- 2 رشاش - 8 بنادق- 2 طبنجة- 4 قنابل يدوية محلية الصنع- 4 هواتف - كمية كبيرة من الذخائر مختلفة الأعيرة - صديرى واقٍ- منظار معظم - كمية من مخدر الشابو تزن حوالى كيلو جرام- 4 سيارات، إحداها مبلغ بسرقتها- دراجة نارية- زجاجة تحوى مادة الزئبق- كمية من البارود الأسود ومبالغ مالية كبيرة.. يحدث هذا فى الوقت الذى نشطت فيه جماعة الإخوان الإرهابية فى نشر الشائعات عن التعذيب فى السجون، وهو ما دفع وزارة الداخلية لإصدار بيان ينفى ويفند هذه الأكاذيب.

8 ) المفترض من وجود المجالس النيابية فى كل دول العالم أن تراقب وتحاسب الحكومات وتفعِّل الأدوات البرلمانية، وخاصة الاستجوابات التى هى أهم آلية لمحاسبة الحكومة بعيدًا عن لغة الاستبداد الحكومى الذى يرفض أى مناقشة للأخطاء والخطايا التى تنعكس على المواطن المصرى.

إن إعلان القيادة السياسية ضرورة تفعيل المراقبة والمحاسبة البرلمانية للحكومة يصب فى صالح الوطن والمواطن.

وأرى أن التنسيق بين الحكومة والبرلمان يجب أن يتم فى بيت الشعب وهو البرلمان، حتى يعطى ذلك نوعًا من الشفافية والمصداقية بأن المشرِّع هو صاحب القرار الأول والأخير فى التشريعات التى ترسل من الحكومة إلى البرلمان.. أما غير ذلك فيمثل أحادية القرار الحكومى على حساب البرلمان، وهو أمر لا يليق بتاريخ مصر النيابى العريق.