الثلاثاء 14 مايو 2024 11:36 صـ 6 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أفريقيات

ملكة جمال جنوب إفريقيا لا تمثل إلا الرأسمالية العنصرية

هذا الأسبوع أثار إصرار الشركة المنظمة لمسابقة ملكة جمال جنوب إفريقيا والتي فاز بها لاليلا مسوان Lalela Mswane، على المشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون استياء كل من النشطاء وحكومة جنوب أفريقيا.
وادي تتهرب الشركة المنظمة من المسؤولية المجتمعية اعلنت الفائزة بالمسابقة هي في الأساس موظفة في نين سكوارد Nine Squared ، ولم تعد ملكة جمال جنوب إفريقيا وبالتأكيد ليست سفيرة لدولة جنوب إفريقيا.

فحتى هذا الأسبوع لم يفكر معظم مواطني جنوب إفريقيا كثيرًا بمن أو ماهية "ملكة جمال جنوب إفريقيا". فتاريخيا كان من المقبول أنه خلال نظام الفصل العنصري، أن تشارك ملكة جمال جنوب إفريقيا في النظام العنصري الذي استبعد شعب الجنوب الافريقي.

لكن هذا الوضع قد تغير فيما بعد التخلص من ذلك النظام الظالم؛ حيث نجد ملكات جمال جنوب إفريقيا قد بذلن على مدى السنوات القليلة الماضية؛ جهدًا كبيرًا لتقديم أنفسهن على أنهن تمثلن جميع مواطني جنوب إفريقيا. لذا نجد أن بعضهن انسحبن بسبب تورطهن في ممارسات أو أراء عنصرية، لكن يبدو أن ذلك أخذ في التغير .

فقد صدق الكثير أن المسابقة تطلبت أن يكون الفائزة مؤيدة قوية لحقوق الإنسان، وأن تتمتع بأراء أخلاقية، وأن تروج لصورة جنوب إفريقيا دوليًا. كان هذا لأنه تم طرح أسئلة على المشاركات تتعلق بأخلاقهن وقيم جنوب إفريقيا التي ترفض الممارسات العنصرية.
كل قاد بالتبعية إلى الاعتقاد بأن ملكة جمال جنوب إفريقيا كانت نوعًا ما الممثلة الرسمية لجنوب إفريقيا، وهي مسؤولة بطريقة ما أمام الشعب والدولة .

كما تم الترويج لهذا الرأي بقوة من قبل شركة ميس ساوث أفريكا Miss South Africa التي نشرت على موقعها على الإنترنت "جميلات، ومتنوعات وقويات، هؤلاء النساء سفيرات مشهورات لبلدنا".

تغير كل هذا عندما تم توجيه طلب إلى ملكة جمال جنوب إفريقيا من قبل الزعيم نكوسي زفيليلي مانديلا. وناشد ملكة جمال جنوب افريقيا الانسحاب من مسابقة ملكة جمال الكون فى اسرائيل. كانت كلنة امانديلا مهذبة وبسيطة وواضحة - لا تذهبي إلى نظام الفصل العنصري في إسرائيل.

لقد توقعنا أن تنسحب ملكة جمال جنوب إفريقيا لجنوب إفريقيا الحرة الديمقراطية ببساطة على أساس أن إسرائيل ترتكب بوضوح انتهاكات جسيمة ومنهجية ومروعة لحقوق الإنسان ترقى إلى مستوى الفصل العنصري.
فمان واجبا على الشركة والمتسابقة أن يقوموا بالقليل من البحث، ليعرفوا أن المدينة المضيفة هي إيلات، التي بنيت على أنقاض بلدة أم الرشراش؛ وبالتلي سينسحبون.

وبدلاً من القيام بالأمر الأخلاقي والواضح والصحيح؛ شرع المنظمون في هجوم مضاد منسق، محاولين تصنيف الزعيم مانديلا على أنه متنمر واتهام أي شخص يطالب بمقاطعة إسرائيل بأنه لا يهتم بأحلام ملكة جمال جنوب أفريقيا لاليلا مسوان.
هذا الرد صدم مواطني جنوب إفريقيا في جميع المجالات، حي جذب انتباه العديد من منظمات المجتمع المدني وأدى إلى المزيد من الدعوات لانسحاب جنوب إفريقيا. وبعد بعض المظاهرات نشرت معلومات موثوقة تفيد بأن مسوان كانت على وشك الانسحاب، مما وضع نهاية سريعة لهذه العاصفة في فنجان شاي.

في تحول صادم للأحداث، أعلنت الرئيسة التنفيذية لملكة جمال جنوب إفريقيا ستيفاني ويل؛ أن ملكة جمال جنوب إفريقيا ستشارك في مسابقة ملكة جمال الكون على الرغم من الاحتجاج العام.

أثار سلوك ويل الغريب احتجاجا عارما. ولم تعلق المتسابقة مسوان نفسها. بل استمرت ويل رئيسة الشركة بمثل هذه الغطرسة والتسلط، حتى أنها ادعت أن الأشخاص الذين يريدون انسحاب ملكة جمال جنوب أفريقيا "مجموعة صغيرة".

أثارت هذه التصريحات جنوب إفريقيا وفتحن علبة من الديدان. أولاً ، طالبت المنظمات التي تضم أكثر من خمسة ملايين عضو (بما في ذلك Cosatu و EFF و Aljamah و Psayl و Africa4Palestine و Cosas والشباب المسلم) هذه المنظمات بالانسحاب.

ثم تم تذكير مواطني جنوب إفريقيا أنه خلال نظام الفصل العنصري سمح فقط للمرأة البيضاء بالمشاركة، التي استخدمت للترويج لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

يجب ان تتذكر هؤلاء المشاركين كيف انسحبت 9 مشاركات في عام 1976 من مسابقة ملكة جمال العالم لدعم مقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

ومع ذلك الذي يصير الغضب، هو التصريح أن ملكة جمال جنوب إفريقيا كمسابقة ملك للقطاع الخاص لشركة نين سكوارد.

وبالتالي هذا التعامل مع نظام الفصل العنصري في إسرائيل والمجموعة المتطرفة المثيرة للجدل والصندوق القومي اليهودي. انما يستخدم لتقويض مبادئ وأسس جنوب أفريقيا وتعزيز أجندة الشركة السياسية المتطرفة، مما جعل علامة ملكة جمال جنوب إفريقيا عديمة القيمة.

لذا فأن ملكة جمال جنوب إفريقيا لاليلا مسوان، لم تعد ملكة جمال جنوب إفريقيا وبالتأكيد ليست سفيرة لجنوب إفريقيا بل وجهًا لـلرأسمالية التي تمثلها الشركة.