السبت 27 أبريل 2024 07:04 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. احتفالية اليوبيل الذهبي على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية للعام 2024م هل توافق اسرائيل علي مقترح القاهرة بأطلاق سراح 40 اسيرا مقابل وقف اطلاق النار بالصور..مارسيل خليفة وأحمد برقاوي يعلنان تفاصيل إطلاق اوبرا موسيقية جديدة عن جدارية محمود درويش جوميز يُراقب دريمز الغاني قبل موقعة كوماسي عاجل.. تعليق ناري من محمد صلاح على مشادته مع يورجن كلوب اليوم تامر عبدالمنعم في إحتفالية العندليب الأسمر: عبدالحليم حافظ هرم من أهرامات مصر لا مفر من اللعب.. كاف يرفض استئناف اتحاد العاصمة على عقوبات مباراة نهضة بركان بالكونفدرالية أزمة جديدة بين المحامين ورئيس محكمة جنايات المنصورة: ”لا وقت للعبث رفعت الجلسة ” وزير السياحة والآثار يترأس اجتماع مجلس إدارة صندوق دعم السياحة والآثار الرسالة الأخيرة من مجدي أبو المجد للاعبي الزمالك قبل مباراة الترجي في نهائي كأس الكؤوس الإفريقية مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث وزير الخارجية الاردني الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : مصر ليست للبيع

للأسف الشديد أصبحنا نعيش فى زمن اللا معقول؛ حتى وصل الأمر بنا  إلى طرح البعض عرض الجنسية المصرية للبيع مقابل بعض الدولارات فى صورة استثمارات! وهو الأمر الذى يجب أن نتوقف أمامه ملياً لما يمثله من خطر جسيم على أمننا القومى، وهو أيضاً ما يجعلنا نتساءل: هل أضحت قاهرة المعز والأزهر الشريف والألف مئذنة والكنيسة الوطنية، مباحة ومستباحة إلى هذا الحد؟

 هل أصبحت مصر سلعة تعرض للبيع فى الأسواق لمن يدفع أكثر؟

 وهل أصبحت الجنسية المصرية معروضة فى المزاد لمن يمتلكون الدولارات ممن يتاجرون فى المخدرات والآثار ويعملون بغسل الأموال؟!

الحقيقة أن الجنسية المصرية تمت إهانتها بمجرد طرح الفكرة المرفوضة شعبياً واجتماعياً حتى من فقراء هذا الوطن العظماء، الذين يرفضون بيع وطنهم، وأرضهم، وترابهم، مقابل أموال الدنيا؛ فمصر لم ولن تكون للبيع لا أمس ولا اليوم ولا فى أى وقت من الأوقات.

ولكن الغريب فى هذا الأمر أن المدعين الجدد من النخب السياسية الفاسدة، التى ترفع شعار حقوق الإنسان والحيوان، وبعض النشطاء ودعاة الاشتراكية الثورية وغيرهم من نشطاء السبوبة، ومن المدفوعين للعبث باستقرار هذا الوطن وأمنه القومى- رحبوا بالأمر، فى محاولة منهم لاختراق هذا الوطن بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.

وأنا أتحدى ألا يكون هذا الطرح فى هذا التوقيت بالذات وراءه أجهزة استخبارات من بعض الدول العربية والأجنبية، وقطر تحديداً ليست بعيدة عن المشهد، وكذلك أردوغان وكتائب الإخوان الإرهابية والأمريكان والموساد الإسرائيلى، فكل هؤلاء اتفقوا على هذا الوطن عندما فشلت محاولاتهم المتكررة ضده من أجل تقسيمه تارة، ومن أجل نشر الإرهاب الأسود فيه تارة أخرى، وصولاً إلى محاولة ضرب الاقتصاد الوطنى والتشكيك فى أى إنجاز كبير تحققه مصر، وما إن نبدأ السير على الطريق الصحيح حتى تبدأ الحرب النفسية عبر التشكيك ونشر الشائعات والترويج لأمور تضر بالأمن القومى لمصر، مستخدمين فى ذلك أبواقاً إعلامية ظلامية لإسقاط الوطن، وها هم هذه المرة لجأوا لحيلة ذكية وهى الدخول من باب بيع الجنسية تحت زعم دعم الاقتصاد الوطنى بالعملة الصعبة.

ولكن محاولة الاختراق المفضوحة هذه كشفها أبسط أبناء هذا الوطن الغالى، فالقضية ليست فى بيع الجنسية المصرية، ولكن كل هذه المحاولات هدفها البعيد والأساسى هو إسقاط الدولة المصرية مستقبلاً عبر اختراق أمنها القومى.

إن هذا الطرح يمثل بكل المقاييس اختراقاً لأبسط مفاهيم الأمن القومى المصرى، الذى ضحى أبناء القوات المسلحة والشرطة والشعب المصرى بدمائهم الطاهرة لحمايته، والذين اختلطت دماؤهم الزكية بترابه للحفاظ عليه.

إننا نعرف حجم ما يراد بمصر من شر، وسنقف بالمرصاد لهؤلاء الكومبارس السياسى الذين وجدوا ضالتهم أخيراً فى طرح الجنسية المصرية للبيع مقابل حفنة من الدولارات، فالجنسية فى كل بلدان العالم لها ضوابط وشروط وآليات، لها قدسية خاصة تتناسب وأهميتها وحتى البلدان التى تمنح الجنسية فإنها تضع لذلك شروطاً قاسية تضمن أن العنصر الذى يحصل على الجنسية هو أهل لها وأنه لن يكون خنجراً فى خاصرة الوطن.. شروطاً تبدأ بإجراءات منها الإقامة لفترة محددة وبصورة دائمة ثم تجدد الإقامة إذا ما توفرت له شروط التجديد، ثم تكون المرحلة الأخيرة بعد سنوات طوال هى منح الجنسية بعد ثبوت ولاء الشخص لوطنه الجديد، وأنه سيكون إضافة له لا عبئاً عليه.

علينا أن نرتقى ونكون بحجم التحديات التى يمر بها الوطن وهى كثيرة ومقلقة ولن يهزمها إلا يقظة أبناء هذا الوطن وتسلحهم بالعمل والأمل والإيمان بأن مصر الغد ستكون أفضل من مصر الأمس ومصر اليوم.