السبت 27 أبريل 2024 06:54 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
جوميز يُراقب دريمز الغاني قبل موقعة كوماسي عاجل.. تعليق ناري من محمد صلاح على مشادته مع يورجن كلوب اليوم لا مفر من اللعب.. كاف يرفض استئناف اتحاد العاصمة على عقوبات مباراة نهضة بركان بالكونفدرالية أزمة جديدة بين المحامين ورئيس محكمة جنايات المنصورة: ”لا وقت للعبث رفعت الجلسة ” وزير السياحة والآثار يترأس اجتماع مجلس إدارة صندوق دعم السياحة والآثار الرسالة الأخيرة من مجدي أبو المجد للاعبي الزمالك قبل مباراة الترجي في نهائي كأس الكؤوس الإفريقية مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث وزير الخارجية الاردني الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل ذهبية ثالثة لمصر في البطولة الإفريقية للجودو حازم علي يضيف الميدالية الذهبية الثانية لمصر بالبطولة الإفريقية للجودو السعودية تستضيف اجتماعا دوليا لوقف الحرب في غزة الرئيس الاوكراني زيلينسكي يطلق نداء عاجلا بشأن الدفاعات الجوية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: لحظة غضب من السماء

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

لحظة غضب من السماء؛ نتيجة عملية الإنزال من الطائرات الأمريكية على أهلنا فى شمال غزة، وليته كان إنزالًا مجديًا، بل هو إنزال لوجبة تكفى فردًا واحدًا ولا تغنى من جوع.

وتمخضت الإدارة الأمريكية- بعد فشل هدنتها، وتعمدها إفشال إيقاف إطلاق النار، بل استخدمت الفيتو الأمريكى ليس فقط لإذلال الفلسطينيين ولكن لإذلال العرب والمسلمين- عن ابتداع فكرة الرصيف البحرى أو الميناء المؤقت، بعد 160 يومًا من أقذر حرب مارسها الأمريكان واليمين المتطرف فى إسرائيل، ضد شعب غزة الأبى والتى لم يحدث مثلها من قبل فى تاريخ البشرية.

والنكتة والسخرية أن هذا الميناء الذى تسعى أمريكا لإنشائه هو لعبة انتخابية لبايدن والديمقراطيين، رغم أنهم فعلوا هذا (الموقف الإنسانى)؛ حتى لا يتم جرهم فى محكمة العدل الدولية، لأنهم أصبحوا شركاء ومجرمى حرب.

وللأسف الشديد لا يمارس الأمريكان والإسرائيليون سياسة التسوية والتفاوض، ولكن سياسة محو الإنسان الفلسطينى من على الأرض فى غزة.

كل هذا يجرى وهناك حالة صمت دولى مريب، وصمت عربى وإسلامى لا تعليق عليه، لأن الكلمات والمعانى والمواقف فقدت مصداقيتها أمام القنابل الفسفورية والأسلحة المحرمة دوليًّا التى تم إطلاقها على الشعب الفلسطينى فى غزة، وأمام فتح خزائن المال الأمريكى لدعم اليمين المتطرف الإسرائيلى.

وكما يقال إن أكبر لص فى العالم هو الهاتف المحمول الذى يسرق أموال الناس وأوقاتهم، ولكن الحقيقة أن أكبر مجرم واقعى وليس افتراضيًّا فى العالم هو أمريكا وإسرائيل التى سرقت أرض الفلسطينيين وتحاول أن تقضى على الهوية الفلسطينية والقدس الشريف.

والسؤال وبسذاجة شديدة: هل الأمريكان غير قادرين على إيقاف الحرب؟!

وهل العرب لا يمتلكون أى قوة ضغط على الأمريكان من استخدام ورقة الغاز أو البترول أو سحب الأموال من المصارف الأمريكية والأوربية أو طرد السفراء الإسرائيليين والأمريكان؟!.

أعتقد أنها الجريمة الكبرى فى حق البشرية والإنسانية وفى حق المواطن الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية بل المواطن العربى والإسلامى فى كل مكان.. والمصيبة الكبرى أنهم يدعون لضرورة وقف الحرب قبل رمضان، وهذه نكتة سياسية لا محل لها من الإعراب لأنهم يريدون أن يدمروا الإسلام والمسلمين فى كل مكان، ليس بقتلهم فقط ولكن بإبادتهم إبادة لم تحدث فى تاريخ البشرية، وسيقومون بضرب رفح وغزة والشعب فى الضفة فى شهر رمضان بالذات، لأنه كما قالها نتنياهو (لكم دينكم ولى دين).

فصدقونا ولو مرة واحدة، إن حرب غزة أسقطت كل الأقنعة الأمريكية والإسرائيلية والأوربية والدولية، وكشفت المخططات الصهيونية، فهم لعبوا بورقة العقيدة الدينية، وكما قالوها إنهم فوق البشر، ولا يستطيع أحد أن يقترب منهم أو يسائلهم أو يحاكمهم؛ لأنهم من جنس غير جنس المسلمين وغير الفلسطينيين، هذه هى الحقيقة المرة.

فما جرى ويجرى وما سيجرى هو محاولة بعض الدول تصدير الأزمة لمصر؛ حتى يروا رد فعل أقوى جيش فى المنطقة، جيش مصر خير أجناد الأرض، والشعب المصرى العظيم ماذا سيفعل إذا استبيحت رفح؟! وهذا هو لب القضية.

فالمقاومة الفلسطينية ليست هى المستهدف، ولكن الشعب الفلسطينى العظيم بكل عناصره ومفرداته، والذى يستحق جائزة نوبل للإنسانية والصمود وعدم ترك أرضه وهو يموت فى كل لحظة وكل ساعة وكل يوم، وأمام هذا الطوفان الصهيونى يتفننون فى قتل الأطفال والنساء، وكان شعار الفلسطينيين (طوفان الأقصى) هو رسالة لمنع تهويد المسجد الأقصى ووقف محاولة منع الفلسطينيين من الصلاة فى الأقصى فى شهر رمضان، لأنه إن حدث هذا فسيؤدى إلى الانتفاضة الكبرى، التى ستحول الصراع إلى صراع إقليمى ممتد من المحيط للخليج وستدفع أمريكا فاتورة الدعم المطلق لإسرائيل.

فبعيدًا عن الكلمات والشعارات، ستتحول المنطقة إلى بركان لا يعرف أحد مداه، وهذا الوقت العصيب يوجب أن تتوحد الدول العربية خلف مصر وأن يتم عودة العلاقات المصرية الإيرانية على غرار عودة العلاقات المصرية التركية، ويكون هذا المثلث هو حائط الصد الوحيد لإفساد هذه المخططات.

رمضان ليس كريمًا مع هؤلاء الأوباش.

وشكر الله سعيكم فى قتل الأبرياء من أبناء غزة والضفة والقدس الشريف.

ونسألكم الفاتحة على روح بعض الحكام الذين باعوا الأرض والعرض واتفقوا مع الأمريكان لإنهاء وإبادة الشعب الفلسطينى فى كل مكان.