الأحد 28 أبريل 2024 08:34 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
خطوبة تحولت لجنازة. مصرع عروسين ومصور انقلبت بهم السيارة في ترعة بقنا توتال إنرجيز تُطلق مرحلة «دوري المنتخبات» للمرة الأولى في تاريخ بطولة دوري مراكز الشباب لون الخياشيم.. الفرق بين الأسماك الطازجة والتالفة فعاليات فنية وثقافية متنوعة علي مختلف مسارح الاوبرا بالقاهرة والاسكندرية ودمنهور الزراعة : الفرق الإرشادية الريفية تتابع المحاصيل الاستراتيجية في شمال سيناء انطلاق ”ربيع الفنانين” بمشاركة 75 فنان و350 عمل فني .. 17 مايو حملة رقابية مُكبرة بمدينة العبور علي المخابز السياحية والأفرنجية للتأكد من إلتزام المخابز بإنتاج وبيع الخبز بالأوزان والأسعار المُعلنة محمد عبدالمنعم يكشف سر احتفاله المثير للجدل في فوز الأهلي على مازيمبي تفاصيل زيارة سعد لمجرد لقبر أنور وجدي وفريد الأطرش خالد الصاوي: أحتفظ بأرشيفي منذ 35 عاما والرقمية تخدم توثيق لحظات الفنان المهمة الصحافة الغانية تسلط الضوء على تصريحات مدرب دريمز: «الزمالك مثل ريال مدريد» بدون راحة.. الأهلي يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الإسماعيلي

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: أخيرًا.. أردوغان فى القاهرة

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

كما توقعنا وتنبأنا منذ شهر مارس 2021 عندما كانت العلاقات التركية المصرية فى أسوأ حالاتها، أخيرًا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سيزور القاهرة يوم 14 فبراير الحالى، فى أخطر زيارة من حيث التوقيت والأحداث خاصة فى ظل ما يجرى من إبادة جماعية لشعبنا وأهلنا فى غزة واحتمالات أن تكون هناك مواجهة عسكرية بين الجيش المصرى والإسرائيلى فى طريق النصر (محور فلادلفيا) إذا تهور نتنياهو ومعه بن غفير وسموتريتش، وأرادوا تحقيق مكسب شكلى للجيش الإسرائيلى الذى قهرته المقاومة الفلسطينية بغزة حتى يصدروا الأزمة والمشكلة على الحدود المصرية فى رفح، وهو المخطط الذى يسعى إليه اليمين المتطرف لتدمير القضية وتصفيتها وتحقيق الحلم الصهيونى الذى يريدونه (من النهر إلى البحر).

فهل زيارة بلينكن التى بدأت لبعض العواصم العربية ستنزع فتيل الأزمة والمواجهة، وتحدث هدنة مبدئية لمدة 45 يومًا، وتعقبها هدنة أخرى، ويتم بعدها وقف إطلاق النار فى غزة أم أن الأحداث ستتطور، ويحدث تصعيد من مستصغر الشرر؛ بسبب جنون النتنياهو بالحكم والكرسى؛ لأنه سيدخل مزبلة التاريخ ومعه بن غفير وسموتريتش.

لكل هذه التداعيات والقراءات المستقبلية أقولها بكل وضوح وصراحة إنه إذا تم توحيد الرؤى والمواقف والقرارات بين مصر وتركيا وإيران فى هذا الوقت الذى يتشكل فيه العالم من جديد ستكون هناك نقلة نوعية لتغيير خريطة الشرق الأوسط بأيدى لاعبيها الإقليميين الكبار، خصوصًا أن هذه المرة مختلفة، فهذا ليس لقاء مثل الذى تم ترتيبه من الأمير الشاب الواعد تميم بن حمد، أمير دولة قطر، على هامش افتتاح كأس العالم فى الدوحة، والذى كان اللقاء الأول بين الرئيس المصرى والتركى، وتبعه بعد عام لقاء فى القمة العربية الإسلامية فى الرياض من خلال الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، الذى كان شاهدًا على هذا اللقاء، وفى نفس القمة حدث اللقاء الأكبر والتاريخى بين الرئيس السيسى والرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى بعد مقدمات من الأجهزة المعلوماتية التى تعمل فى هذا الملف منذ فترة طويلة بل هى زيارة دولة، وهو أمر له دلالة مهمة جدًا.

وأنا أرى ضرورة عودة العلاقات الرسمية بين مصر وإيران، وأعتقد أنها قاب قوسين أو أدنى فى خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة خاصة أن إيران ومصر أعضاء فى مجموعة البريكس، التى ستكون محور الاقتصادى قوى جدًا لمواجهة الدولار والشيطان الأكبر الأمريكان، فبوجود مصر فى هذه المجموعة، ومعها إيران ستكون هناك نقلة اقتصادية وتعاون حقيقى فى مجالات متعددة، وأهمها السياحة الدينية التى يهفو إليها الشعب الإيرانى لزيارة أضرحة آل البيت بالقاهرة بالإضافة إلى التعاون فى موضوع البترول والغاز بالعملات المحلية، وليست الدولار.

وأتمنى كمتابع ومحلل أن يحدث هذا اللقاء المصرى الإيرانى، أمس، قبل اليوم بالإضافه إلى وجود تركيا ومعهم السعودية، وسيكون هذا المربع هو مربع الرعب الاقتصادى والجيو سياسى الذى يحدث هزة حقيقية فى الكيان الصهيونى، ويعيد رسم خريطة الشرق الأوسط على المستوى الذى يريده اللاعبون الأربعة الكبار مصر وإيران والسعودية وتركيا، وسيحدث زلزال فى إسرائيل وأمريكا وأوروبا.

وأعتقد أن الدعم اللوجيستى الذى ستقدمه الصين وروسيا والهند والبرازيل لهذا المربع الخطير سيكون كبيرًا؛ بهدف الحصول على رضا شعوب هذه الدول عن هذا الاتفاق الاستراتيجى الذى سيكون عائدًا حقيقيًا وواقعيًا اقتصاديًا وثقافيًا ودينيًا واجتماعيًا للقاهرة وأنقرة وطهران والرياض، وسيكون فرصة للوقوف أمام المخطط الصهيونى، الذى يريد أن يخلق صراعات إقليمية بين الدول الفاعلة فى الشرق الأوسط؛ ليتحقق الحلم الصهيونى بتقسيم المقسم من الأراضى العربية والإسلامية وتحقيق الحلم الصهيونى من النهر إلى البحر.

إن زيارة الرئيس أردوغان تعطى دلائل ومؤشرات مستقبلية أنه إذا توحدت الرؤى ستكون بداية العصر شرق أوسطى جديد.. فهل تكون - خصوصًا أنه ليس هناك مستحيل فى عالم السياسة- الزيارة القادمة إلى القاهرة من الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى؟ أعتقد أن هذا سيمثل تشيرنوبل سياسيًا سيهز أركان البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلى عندما يلتقى الكبار خاصة أكبر دولة سنية فى المنطقة، وأكبر دولة شيعية فى المنطقة، فسيكون المردود خطيرًا وإيجابيًا إذا تمت عودة العلاقات المصرية الإيرانية على غرار عودة العلاقات المصرية التركية.

وأعتقد أن صفقة الطائرات المسيرة التى تتردد أنباؤها فى تركيا حاليًا ستكون من نصيب مصر وليس إثيوبيا، خصوصًا أن مصر لا تعتدى على الجيران والآخرين، مثل أديس أبابا وآبى أحمد الذى يعيش جنون العظمة والأنا وباتت أيامه قصيرة داخل المحيط الأفريقى وحتى فى بلده نفسها.

ودعونا نتفاءل رغم سرديات المظلومية من الكيان الصهيونى؛ لأن الذى حرك الأحداث ومجريات الأمور هو ما قامت به حماس والمقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر وإنهاء أسطورة الجيش الذى لا يقهر، فبعد 120 يومًا، ما زال الشعب الفلسطينى العظيم فى غزة صامدًا رغم أنه وقف وحيدًا أمام أخطر آلة عسكرية أمريكية تدعم الكيان الصهيونى، وليس بهدف الإبادة الجماعية لحماس فقط، لكن بهدف تدمير الدولة الفلسطينية ومحوها من الخريطة ووضع خريطة إسرائيل مكانها.

أفلا يكون أولى بالدول العربية التى قامت مؤخرًا بالتطبيع مع الكيان الصهيونى أن يكون التطبيع مع الشعب الإيرانى والشعب التركى المسلمين؟!

ودعونا نعود إلى القمة العربية فى شرم الشيخ فى 2010 عندما قام أخطر أمين عام لجامعة الدول العربية، وهو الوزير عمرو موسى، وطالب بضرورة أن يكون هناك حوار مع دول الجوار الكبار فى هذا التوقيت، وهى إيران وتركيا، وكانت لديه رؤية سياسية سباقة، لكن للأسف الشديد تم إجهاض هذه المحاولة التى كانت ستغير المعادلة فى المنطقة بأسرها.

ولا بد أن نشيد ونحيى الدور الذى قامت به دوله جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية -أيًا كانت النتائج- لأنها صوت نيلسون مانديلا الذى هز أركان المحكمة وفضح الجرائم الإسرائيلية التى تتم على مرأى ومسمع من العالم فى حماية الفيتو الأمريكى.

فأهلًا بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى قاهرة المعز، وأتمنى أن أرى الرئيس إبراهيم رئيسى، رئيس الجمهورية الإيرانية فى مصر المحروسة حتى يكون القرار بأيدينا وليس بأيدى الأمريكان.

ارحموا من فى الأرض
يرحمكم من فى السماء.