السبت 11 مايو 2024 10:38 صـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

سياحة وآثار

خبير آثار يحذر: تنفيذ مشروع تليفريك الأهرامات بدون استشارة اليونسكو يشكل تهديدًا للتراث العالمي


تثير فكرة تنفيذ مشروع تليفريك يربط بين أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير اهتمامًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وتقدمت ثلاث شركات عالمية، بما في ذلك شركة "بوما" الفرنسية المسؤولة عن تلفريك مدينة الجلالة، بعروض لتنفيذ هذا المشروع المثير.

وفي هذا السياق، يحذر الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار وعضو المجلس الأعلى للثقافة، لجنة التاريخ والآثار، من ضرورة العودة إلى اليونسكو قبل تنفيذ مشروع تليفريك الأهرامات.

يشير إلى أن منطقة ممفيس ومقبرتها، بالإضافة إلى منطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور، تم تسجيلها كتراث عالمي ثقافي من قِبَل اليونسكو، وذلك بناءً على معايير محددة.

وبناءً على ذلك، يجب الالتزام بالمعايير المحددة من قِبَل اليونسكو عند تنفيذ أي مشاريع حيوية من هذا النوع. يُشدد الدكتور ريحان على أهمية ضمان عدم تدمير أو إلحاق أي ضرر بالآثار، مما يمكن أن يؤدي إلى تهديد وجود الأثر ضمن قائمة الآثار المهددة بالخطر على المستوى العالمي. وتم تسجيل المنطقة في اليونسكو استنادًا إلى ثلاثة معايير رئيسية.

يوضح الدكتور ريحان أن الأهرامات تمثل إبداعًا بشريًا فريدًا لحضارة المصريين القدماء في مجال البناء، من حيث الحجم وطريقة البناء والموقع والاستفادة من انعكاسات الشمس لضبط أوقات الحصاد. وتمتاز المنطقة أيضًا بالتكوين الداخلي السري الذي يثير حتى الآن العديد من التساؤلات والتحديات العلمية، مثل كيفية رفع الأحجار خلال عملية البناء ووجود المصاطب والمقابر المنحوتة في الصخر. ترتبط المنطقة بأحداث تاريخية عديدة، بدءًا من تتويج الملوكوصولًا إلى إنشاء الأهرامات ومدينة العمال، وتعكس المعتقدات الجنائزية المتعلقة بالحياة بعد الموت. وتتمتع المنطقة بحفظ جيد وصيانة دورية، مما يجعلها تحتفظ بقيمتها الاستثنائية وتساهم في الدخل السياحي.


كما تحتوي على تراث طبيعي رغم عدم إدراجها في قائمة التراث الطبيعي المستقلة لليونسكو، إذ تمتد تكوينات الحجر الجيري والتكوينات الجيولوجية المختلفة على هضبة الأهرامات.

ومن المهم أن نشير إلى أن مشروع تليفريك الأهرامات سيؤثر بالتأكيد على هذه التكوينات الطبيعية والجيولوجية. لذا ينبغي إجراء الدراسات والتقييمات اللازمة لتقييم تأثير المشروع قبل تنفيذه، وتشمل هذه الدراسات استشارة اليونسكو والحصول على موافقتها. فقد توفر اليونسكو الأطر الدولية والمعايير اللازمة للحفاظ على التراث العالمي بشكل فعّال ومستدام.

بناءً على ذلك، ينصح الدكتور عبد الرحيم ريحان بضرورة الرجوع إلى اليونسكو قبل تنفيذ مشروع تليفريك الأهرامات، وذلك لضمان الامتثال للمعايير الدولية وتقديم الاحترام اللازم للتراث العالمي المهدد بالخطر. إن الاستشارة المبكرة مع اليونسكو والعمل بنصائحها وتوجيهاتها ستساعد في الحفاظ على القيمة الثقافية والتاريخية للمنطقة وتعزيز السياحة المستدامة في مصر.